في ليلة الهالويين.. "فامبير بات" مصاص دماء يرفع شعار صغير بس يحير

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 04:00 م
 في ليلة الهالويين.. "فامبير بات" مصاص دماء يرفع شعار صغير بس يحير
إسراء بدر

أراك حاليا جالسا وتنتظر متابعة أفلام الرعب فى ليلة الهالويين والتى تقدم فيها القنوات الفضائية أفلام أكثر إثارة ورعب، ولكنى دائما أسمعك تردد أنها مجرد خرافات صنعت من وحى خيال صناع الأعمال الفنية، لذا سأصطحبك معى فى رحلة إلى المنطقة الممتدة من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى غابات الأمازون فى البرازيل لترى بعينك "فامبير بات" مصاص الدماء الحقيقى الذى يحكى ويتحاكى عنه الأفلام العالمية.

Vampire_bat

ها هى الغابات..حافظ على أنفاسك لنتجول فيها سويا، أنظر إلى يمينك فترى كهف به أوكار مظلمة، انتظر لا تبتعد عنى متجها إليها، فسنختبئ هنا سويا وتشاهد كل شئ حتى لا نتعرض لأذى.

أنظر..أترى هذا الخفاش ذو الملامح العجيبة لافتقاده النسيج الجلدى الذى يغطى المنخارين وتظهر أنفه عارية ومحاطة بأخدود على شكل نصف دائرة، فلا تستهون به يا عزيزى، فهذا ليس  كالخفافيش الموجودة فى عالمنا العربى التى تتغذى على الحشرات، ولكن هذا النوع من الخفافيش الموجودة فى هذه الغابات مزودا بخلايا استشعار تساعده فى تحديد المنطقة فى جسم الضحية التى يكون مجرى الدم فيها أقرب إلى الجلد ليسارع بجرحها لمص دماءها.

 

ها هو يا عزيزى أنظر .. لا تستنكر صغر حجمه فهو يزن حوالى 40 جرام ولعل خفة وزنه ورشاقته تساعده فى الجرى والحركة حيث يمكنه الجرى بسرعة تصل إلى 7.9 كم فى الساعة كما يمكنه التحرك فى عدة جهات كالعنكبوت، أما مواهبه فتتمثل فى قدرته على القفز إلى ارتفاع عالى بواسطة عضلاته القوية، ورغم حجمه الصغير إلا أن وجبته تزن حوالى 20 جرام أى نصف حجمه تقريبا وهى تكفية ليومين أو ثلاثة أيام.

download
 

علينا أن نعود قبل غروب الشمس ونبتعد تماما عن هذا المكان، فهذا النوع من الخفافيش يخرج من وكره ليلا باحثا عن ضحاياه مستخدما ترددات الصوت وحاسة الشم فى العثور على الضحية المناسبة سواء كان إنسان أو أبقار أو خنازير أو أى شئ يستطيع أن يمتص دمه الحار الطازج، ويحوم حول الضحية وياحبذا إذا كانت غارقة فى النوم ويمتص دمها بواسطة جرح صغير فى أكثر مكان يجرى فيه الدم والذى يحدده من خاصيته المميزة ثم يحقن هذا الجرح بلعابه الذى يحتوى على إفرازات تجعل الدم يستمر فى التدفق بلا انقطاع، كما أن لعابه يحتوى على مخدر للمنطقة المجروحة فلا يشعر الضحية بالألم، ويستطيع هذا الخفاش أن يمص الدم لمدة حوالى عشرين دقيقة يتناول خلالها ما قد يعادل 60% من وزنه من الدم.

 

وبعد تناوله وجبته الدسمة يستطيع بعضلات ورشاقته أن يعود إلى وكره فى ثوانى، ويستطيع أن يعيش على هذه الوجبة لثلاثة أيام وإذا لم يحصل على وجبة أخرى يموت، ولكن دائما ما تجد هذا النوع من الخفافيش يعيش فى أسراب من مئات أو آلاف الخفافيش من نفس النوع، فيستطيع اللجوء إلى أحد الخفافيش بسربه وهو ما ينقل له الدم بفمه فى مشهد أشبه بالتقبيل.

 

وأخيرا علينا الإنسحاب سريعا والعودة إلى منازلنا، ولكن لا داعى للقلق يا عزيزى فهذا النوع من الخفافيش لا يتواجد فى المنطقة العربية، وكل ما نشاهده من الخفافيش تتغذى على الحشرات وتبتعد عن الإنسان، فهى خفافيش قنوعة وغير مؤذية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق