ملجأ الإرهاب.. كيف توسطت قطر لإعادة 5 قيادات بطالبان اعتقلتهم أمريكا فى جوانتانامو
الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 05:00 م
فى حلقة جديدة من وساطات قطر المشبوهة، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على تفاصيل دور الدوحة فى التواصل بين أمريكا وحركة طالبان الإرهابية، والتى تتمتع بتمثيلا رسميا داخل قطر، كما يجرى قياداتها لقاءات رسمية ومشاورات مستمرة مع مسئولين قطريين من وقت لآخر.
"وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت فى تقرير لها نشرته الثلاثاء، إن أعضاء بارزين فى حركة طالبان الإرهابية، والذين احتجزتهم الولايات المتحدة الأمريكية فى وقت سابق بمعتقل جوانتنامو، انضموا إلى المكتب السياسى للحركة فى قطر، وجاء ذلك بحسب ما ذكرته مصادر من داخل حركة طالبان الإرهابية، والذى اعتبرته الصحيفة الأمريكية تطورا كبيرا فى محادثات السلام الجارية بين الجماعة الإرهابية المسلحة وواشنطن.
وتأتى تلك الخطوة بعد انعقاد جولتين من المحادثات بين طالبان ومسئولين أمريكيين بالأراضي القطرية فى يوليو وأكتوبر الماضيين، حيث رجحت الصحيفة الأمريكية أن تحرير مقاتلى طالبان الخمسة وإدخالهم فى العملية السياسية يمثل تنازلا كبيرة من جانب أمريكا، حيث كان ذلك مطلبا مستمرا لحركة طالبان عارضه البيت الأبيض فى السابق.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، قد وافقت على تلك الخطوة أو على علم بها، موضحة أن 4 من بين هؤلاء الخمسة من الأعضاء رفيعى المستوى فى حركة طالبان الإرهابية، وأن فكرة انضمامهم للممثلين السياسيين للحركة بقطر تدعم بقاء المكتب الذى قد يساعد على إجراء ما وصفته بأنه حوار سياسى جاد مع أمركيا.
ويأتى من بين هؤلاء الرجال، الرئيس السابق لجيش طالبان محمد فضل، وقالت الصحيفة الأمريكية، باعتباره مسئول عسكرى رفيع المستوى، إنه قد يساعد فى حمل الجانب العسكرى المهيمن بالحركة فى عملية السلام، موضحة فى الوقت نفسه عدم وضوح إلى أى حد يدعم قادة حركة طالبان العسكريين حوار السلام.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت سراح رجال طالبان الخمسة من معتقل جوانتانامو عام 2014، وذلك مقابل جندى أمريكى احتجزته الحركة الإرهابية فى أفغانستان، حيث تم إرسالهم إلى قطر، ولكنهم ظلوا يعيشون تحت الحراسة بمنازلهم على الأراضى القطرية، ولم يسمح لهم بالسفر أو عقد اجتماعات سياسية.
وفى هذا السياق، أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، أنه خلال حفل افتتاح أقيم الاثنين بالمجمع الذى تتواجد به مقرات مكتب الممثلين السياسيين لحركة طالبان ومساكنهم، انضم الرجال الخمسة إلى مكتب قطر، مشيرا إلى أنه تم تعيينهم كأعضاء للمكتب السياسى للحركة بالعاصمة القطرية "الدوحة"، مؤكدا أن إعادة تنشيطهم سيكون له تأثيرا كبيرا خلال الفترة المقبلة.
"وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكدت أيضا أن إدارة ترامب ظلت حتى الأسبوع الماضى تنأى بنفسها عن سياسات أوباما بأفغانستان، حيث عارضت أى محادثات أو اعتراف برجال طالبان الخمسة، إلا أن قطر حثت الولايات المتحدة على دمجهم باللجنة "المكتب السياسى" سواء رسميا أو كمراقبين، للمساعدة فى جهود السلام.