«المشعلجي».. حكاية مهنة بدأها الفراعنة لتنير شوارع العالم (صور)
الإثنين، 29 أكتوبر 2018 12:00 م
يخرج قبل غروب الشمس حاملا عامود من الحديد، يعلوه اسطواة دائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة، يحمل على ظهره سلم خشبي، ويجوب شوارع محددة له سلفا، ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعالها، ثم يعاود مروره مرة أخرى في الصباح لإطفائها مرة أخرى.
«المشعجلي» مهنة انطلقت قبل في شوارع مصر في القرن الـ19، مع انتشار أعمدة الإنارة في شوارع المحروسة، وتعتمد على النار في إشعالها، ويلتحق صاحبها ببلدية القاهرة، ويمارس مهام عمله يوميا في إنارة الشوارع الرئيسية، وبالطبع لم تكن الشوارع الداخلية تتمتع بالرفاهية نفسها، بل كانت تتم عملية إنارة الشوارع الفرعية والحواري المصرية بجهود الأهالي.
ولكن الإنارة بالمشاعل يمتد تاريخها إلى الفراعنة، والقدماء المصريينن فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتا في الحجر من قبل الفراعنة قبل 6 آلاف عاما، وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات، وقطعة من قماش الكتان، وهو الأمر الذي ساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم، ومواصلة عملهم ليلا نهارا، وقد رصد «هيرودوتس» في قوله :«الآن كل المصابيح مضاءة، مليئة زيتاً مملّحاً، فيما يطفو الفتيل فوق الزيت، مشتعلاً كل الليل»، واصفا ليلة منيرة في مصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعونية.
اقرأ أيضا: شادية.. قصة تكريم الفنانة الراحلة بإطلاق اسمها على دورة مهرجان الموسيقى العربية
كما ضمن مصر واحدة من عجائب الدنيا السبع، القائمة على الإنارة، وهي «فنارة الإسكندرية»، التي شيدها بطليموس فيلادليفيوس سنة 280 ق.م، لهداية البحارة عند سواحل مصر المنخفضة، ويبلغ ارتفاعها 180 مترا، ليُرى نورها على بعد خمسين كيلو متراً في البحر، كما صنعت كل من مصر وسوريا «المشكاة» وهي المصابيح التي تستخدم لإضائة المساجد في عصر دولة المماليك، وتمثل أرقى أشكال صناعة أدوات الإنارة في كل الثقافات والحضارات.
اقرأ أيضا: أحمد شوقي.. حفيد العائلة الكردية أمير الشعراء الذي لم نعد نعرفه