مؤلف وممثل ومخرج ومنتج.. «عز الدين ذو الفقار» شركة إنتاج سينمائية مكتملة الأركان

ارتبطت بسيرة المخرج الكبير الراحل عز الدين ذو الفقار، المولود في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1919، قصة الانفصال الشهيرة التي وقعت بينه وبين سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، بعد تصوير فيلم "موعد مع السعادة"، والذي جمعه مخرجا، مع زوجته فاتن، والفنان عمر الشريف، حيث انفصلت عنه فاتن بعد الفيلم، وتزوجت بعمر الشريف.

المخرج والمنتج والممثل والسيناريست عز الدين ذو الفقار

وإن كانت سيرة الرجل تحوي الكثير، والأهم من قصة الانفصال الدرامية تلك، إنه قدم للسينما المصرية إرثا كبيرا، إذ كان الرجل بمثابة شركة إنتاج سينمائية كاملة على قدمين، حيث ألف أفلاما، وأخرج أفلاما أخرى، وأنتج أفلاما، ومثل في أفلام أخرى.

مثل شقيقه، جاء عز الدين ذو الفقار إلى الفن من القوات المسلحة، إذ كان ضابطا بالجيش كـ"صلاح ذو الفقار"، حيث استقال وهو برتبة يوزباشي، ليعمل في السينما، وبدأ مساعدا للمخرج محمد عبد الجواد في أفلام "الدنيا بخير"، و"أزهار وأشواك" و"عادت إلى قواعدها".

في كتابها "فاتن حمامة" للصحفية زينب عبد الرازق، الصادر عن دار الشروق، تقول سيدة الشاشة العربية عن عز الدين ذو الفقار: كان من اختار رواية "بين الأطلال" ليوسف السباعي، حيث كان عز من عشاق الرومانسية، وعندما عرض عليّ الفيلم، عارضت فيه أشياء كثيرة، وكنت أتصوره غارقا بشكل غير مريح في الرومانسية، وعز لا يرتاح أن يغير الممثل ولو حرف في الدور، وأنا دائما لا أحفظ بشكل 100%، ولذلك كانت هناك اختلافات بيننا، وكلما أديت مشهدا، كان عز الدين يقول لي: أكثر.. ابكي أكثر.

فاتن حمامة

انتهى تصوير فيلم "بين الأطلال" الذي أخرجه عز الدين ذو الفقار عام 1959، ونجح نجاحا مدويا، لم تتوقعه فاتن، كان بداية تعرفها على عز في فيلم يسمى "خلود" عام 1948، لم ينجح الفيلم، ولم يوفق عز الدين ذو الفقار كممثل، تقول عنه فاتن حمامة: عندما كان يقف وراء الكاميرا، كان يمثل معنا، ولو دور الممثل يجعله يبكي، كنا نجد دموع عز الدين أيضا، كان يتعايش مع الممثل أمام الكاميرا، إذ كان فنانا في كل شيء، وبوهيميا على الآخر، ومن دقته الشديدة، استغرق تصوير مشهد لغروب الشمس، أسبوعا، حتى يصل لأجمل مشهد للغروب.

الأفلام شديدة النجاح في السينما المصرية، سنجد فيها عز الدين ذو الفقار بشكل أو بآخر، سنجده فيها إما ممثل، مثل أفلام أبوزيد الهلالي، أو بورسعيد، أو سنجده مخرجا، وذلك في العديد والعديد من الأفلام، ومنها رد قلبي، وامرأة في الطريق، والرجل الثاني، وبين الأطلال، والبنات والصيف، ونهر الحب، والشموع السوداء، وإني راحلة أو سنجده ظاهرا فيها بمنظرين، مخرجا، ومؤلفا، مثل الشموع السوداء، ورد قلبي، حيث كتب القصة السينمائية، وبين الأطلال، وإما منتجا، مثل الرجل الثاني، الذي أخرجه أيضا، والرباط المقدس، وصراع الأبطال.