مهرجان موسيقى في «قصر المنيل»: لا شيء أفضل من الألحان لـ«ترميم» إرث الأجداد

في الوقت الذي تحول فيه معبد الكرنك إلى قاعة أفراح استضاف حفل زفاف، في بهوه الفرعوني، منذ أسابيع، مطلع هذا الشهر، يستضيف قصر محمد علي بالمنيل، مهرجان قصر المنيل الموسيقي الأول في القاعة الذهبية بالقصر التاريخي، في الفترة من 1 إلى 9 نوفمبر المقبل.

واستضافة مهرجان موسيقي كلاسيكي في القصر، ربما هو الفعل الحضاري الأوفق الذي اتخذه القائمون على المهرجان، وعلى القصر، نظرا لأن الموسيقي الراقية، شديدة الصلة بالحضارة التي شيدت هذا الأثر المعماري الكبير، ولأن المهرجان يهدف في الأساس إلى جمع الأموال، وإيجاد سبل تمويل عمليات ترميم القصر.

مهرجان قصر المنيل

ومن المقرر أن تُعرض على مدى خمس أمسيات ثمانية عروض موسيقية لأفضل الموسيقيين المصريين جنبا إلى جنب مع موسيقيين أوروبيين من سبع دول مختلفة، من أجل إمتاع الجمهور بالموسيقى الكلاسيكية الراقية في الأجواء الفريدة للقاعة الذهبية في متحف قصر المنيل.

يُحيي الحفلات من مصر الميزو سوبرانو جالا الحديدي، وعازف البيانو رمزي يسي، وسوبرانو فاطمة سعيد، وعازفة الكمان المصرية-النمساوية نادين ويبر، والأوركسترا المصري بـقيادة المايسترو أحمد الصعيدي.
 
تضم العروض الأوروبية المايسترو الأرميني-الفرنسي عازف البيانو فاهان مرديروسيان، الصولو الإيطالي المايسترو لوكا مارزيالي، وثنائي الحجرة التشيكي بافيل بورديش وسوزانا بريسوفا، وعازف البيانو التشيكي جارومير كليباك، بالإضافة إلى باريتون الأسباني برجا كويزا، والمايسترو عازف البيانو الأسباني فرناندو بريونس، وعازف البيانو الانجليزي دافيد هلسز، والمايسترو عازف البيانو الألماني ماركوس ميركل.

مواعيد مهرجان قصر المنيل

وبالإضافة إلى إثراء المشهد الموسيقي في مصر، يعد المهرجان الجديد فرصة لإعادة افتتاح معرض مقتنيات الأمير محمد علي للجمهور، حيث يضم متحف قصر المنيل أرقى مجموعات فن الخط العربي والسجاد اليدوي في العالم، إلى جانب المجموعة النباتية الخاصة بالأمير محمد علي توفيق من مئات النباتات النادرة التي جمعها خلال جولاته حول العالم.
 
سيتم أثناء افتتاح وختام المهرجان الاحتفال بحدثين مهمين، الذكرى 149 لافتتاح دار الأوبرا المصرية في 1 نوفمبر، والذكرى 134 لميلاد الأمير محمد علي توفيق في 9 نوفمبر.

المهم في هذا الحدث، هو تطوير العرض المتحفي بمتحف قصر المنيل، حيث تم تسجيل جمعية أصدقاء متحف قصر المنيل عام 2005 كجمعية أهلية لا تسعى للربح يرأسها الأمير عباس حلمي، حفيد الخديوي عباس حلمي وابن أخ مؤسس متحف قصر المنيل الأمير محمد علي توفيق.

قصر الأمير محمد علي بالمنيل

 
ويعد هذا المهرجان بداية لمجموعة من الأنشطة يوجه العائد منها إلى تطوير العرض المتحفي، وتحديث نظام الإضاءة، والحفاظ على مجموعة السجاد العتيقة والفريدة بالقصر.

هذا إلى جانب تمويل دورات تدريبية لأمناء المتحف، وتنظيم زيارات لطلاب مدارس مناطق محدودي الدخل.  و يتم الترميم بالتعاون مع إدارة المتحف و تحت إشراف وزارة الآثار.

والمهرجان ممول من الاتحاد الأوروبي،  ويقام  تحت رعاية عدة سفارات ومعاهد ثقافية: منها المركز الثقافي الفرنسي، والمركز الثقافي الإيطالي، والسفارة الأسبانية، والمركز الثقافي النمساوي والسفارة التشيكية والسفارة السلوفاكية، كما ترعى المهرجان وزارتا الثقافة والآثار.