لماذا يتسبب «النوم على البطن» فى الموت المفاجئ لمرضى الصرع؟.. دراسة حديثة تجيب
السبت، 27 أكتوبر 2018 12:00 ص
مرض الصرع عبارة عن اختلال عصبى داخلى مزمن ينتج عن اضطراب الإشارات الكهربائية فى خلايا المخ، ويتأثر به الأشخاص من جميع الأعمار، وهو خلل فى العملية الكهربائية الدماغية ينتج عن تشكل ما يعرف بـ"البؤرة الصرعية"، ومن أهم سماته فقدان الوعى بشكل كامل يرافقه بعض التشنجات، ويعانى منه نحو 50 مليون شخص فى العالم، ما يجعله المرض العصبى الأكثر انتشارا عالميا، ويعيش 80% من المصابين بالصرع فى الدول الفقيرة.
ويعتبر التشنج أكثر أعراض الصرع شيوعا، ولكنه ليس مرضا فى حد ذاته، حيث إن حدوث نوبة تشنج واحدة لشخص ما لا تعنى بالضرورة أنه يعانى من الصرع، لأن ارتفاع درجة الحرارة أو إصابة الرأس أو نقص الأكسجين قد تسبب حالة تشنج، أما الصرع فهو حالة مزمنة تؤثر على الأجهزة والأماكن الحساسة بالدماغ، والتى تنظم مرور الطاقة الكهربائية إلى المخ، ويلعب عامل الوراثة دورا كبيرا فى الإصابة بالمرض، حيث أكدت الدراسات استعداد أبناء المصابين بالصرع لاكتسابه من أحد الآباء الذين يعانون من المرض.
اقرأ أيضا: تضاعفت عالميا بنسبة 21% خلال 15 عاما.. لماذا يحذر الأطباء من خطر الولادة القيصرية؟
ويقسم العلماء مرض الصرع إلى نوعين، الأول جزئى يكون فى منطقة محددة من الدماغ، وتسمى المنطقة المصابة بـ"البؤرة الصرعية"، ويكون فى الغالب جينيا أو وراثيا، وقد يكون ثانويا بسبب استجابة المخ للإصابة نتيجة تأثير خارجى، والنوع الثانى من الصرع عام ومنه نوعين أيضا أولهما الصرع الكبير، والذى يفقد بسببه المريض الوعى بشكل تام ومفاجئ، ويسقط على الأرض بعد تراخى جميع عضلات جسده وتصاحب تلك الحالة فترة من النوم العميق، والنوع الثانى هو الصرع الخفيف والذى تقل حدة نوباته، إلا أنه قد يتحول إلى صرع عام إذا انتقلت الموجات الكهربائية من منطقة "البؤرة الصرعية" إلى باقى أجزاء المخ.
قد تحدث بعض العلامات والأعراض للمرضى الذين يعانون من نوبات صرع منها الصراخ في بداية التعرض للنوبة، وفقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة، وعدم الاستجابة خاصة بعد حالات التشنجات، وقد يستمر فقدان الوعي لعدة دقائق بعد انتهاء حالة التشنج أو "النوبة"، كما أنه قد يتبع التعرض لنوبة صرع كبيرة فترة من التوهان والنعاس، أو الإحساس بألم شديد فى الرأس "صداع شديد".
وقد كشفت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون بالنرويج أن نحو 80% من الأطفال الذين لديهم اضطراب الصرع يعانون من أزمات صحية أخرى، مثل مشكلات الجهاز الهضمي، أو أمراض نقص الانتباه وفرط الحركة، حيث شدد مؤلف الدراسة، الدكتور ريتشارد تشين، على الآباء ضرورة الانتباه لتلك المخاطر المتزايدة، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من مرض الصرع المزمن.
اقرأ أيضا: أبرزها التدخين وعدم مضغ الطعام جيدا.. تعرف على أسباب «عسر الهضم» وطرق علاجه
يذكر أنه لتأكيد نتائج تلك الدراسة، فحص الباحثون المعلومات الصحية لأكثر من مليون طفل بالنرويج منذ 2008 حتى 2013، وتبين أن نحو 6600 طفل من بينهم يعانون من مرض الصرع، كما تبين أن نحو 4 أطفال من كل 5 أطفال يعانون من الصرع، لديهم مشكلات صحية أخرى مثل الاضطرابات النفسية والعصبية، ومشكلات النمو واضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة، حيث أشار الباحثون إلى أنه من بين الاضطرابات العصبية شيوعا بين الأطفال مرضى الصرع، هو الشلل الدماغي والعيوب الخلقية.
ومن جانب آخر، فقد أكدت بحوث علمية حديثة، أن النوم علي البطن يعزز خطر الموت المفاجئ لمرضي الصرع، حيث أكد الدكتور جيمس تاو، زعيم الدراسة، وأستاذ علم الأعصاب بجامعة شيكاغو، أن الأشخاص الذين يعانون من الصرع يجب أن لا يناموا علي بطونهم، موضحا أن أوضاع النوم تزيد خطر تعرض المريض للموت المفاجئ، خاصة المرضى الأقل من 40 عاما، ناصحا مرضى الصرع بمحاولة النوم على أحد الجانبين أو الظهر.
اقرأ أيضا: دون اللجوء للأدوية.. كيف تحمى طفلك من خطر الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا؟
تجدر الإشارة إلى عدة نصائح يقدمها الأطباء حول كيفية التعامل مع مريض الصرع أثناء النوبة، حيث يجب حماية رأس المريض من الأذى حال سقوطه، كما يجب إفراغ الأماكن من حوله وإبعاد الأشياء الخطيرة أثناء حدوث التشنجات المصاحبة للنوبة، وخلال فترة الغيبوبة يجب إبقاء المريض فى وضع آمن بتمديده على أحد جانبيه مع جذب الرأس بعناية إلى الخلف للسماح للعاب بالخروج ولتمكينه من التنفس، ومحاولة تهدئته بعد النوبة، بجانب ضرورة استشارة الطبيب بعدما يفيق المريض تماما.