لماذا "خاشقجي"؟.. المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويتجاهل جرائم هزت العالم
الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 05:00 م
لا يختلف أحد على أن العالم يكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي نجده يغمض عينيه ويصم أذانه على جرائم إرهابية ارتكبت في العديد من الدول، واثارت جدلا واسعا، إلا أنه نجده يركز فقط على واقعة وفاة وفاة الكاتب السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية.
هذا التركيز الكبير من جانب المجتمع الدولي على واقعة خرجت الدولة التي ينتمى لها وأعلنت عن محاسبة المتورطين فيها، يكشف حجم المؤامرة التي يحبكها بعض دول العالم ضد الدول العربية عامة والمملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة.
جرائم كثيرة ارتكبتها جماعات وعصابات وحكومات، لم نسمع للعالم صوتا فيها، رغم أنها كانت وقائع تتطلب تدخل قوي من من جانب دول العالم، لشجبها وإعلان التحقيق فيها، إلا أنه فضل تجاهل هذه الوقائع بينما نجد حملة عالمية ضد المملكة بعد واقعة خاشقجي.
فى ديسمبر 2015، شهدت تركيا، تورط عناصر من جهاز المخابرات التركية، باغتيال الصحفية الأمريكية من أصل لبناني "سيرينا سحيم"، حيث اتهمتها الحكومة التركية بالتجسس بعد أن نشرت كواليس التعاون التركي مع تنظيم داعش، إلا أن العالم لم يتطلب فتح تحقيق في الواقعة على الإطلاق.
الواقعة التي أثارت جدلا عالميا منذ عدة سنوات، وكانت قتل شرطيا أبيض شاب أسود أعزل خلال توقيفه في عام 2017، في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات عدة في الشوارع الأمريكية تندد بهذا العمل الإجرامي، لم نجد رد فعل دولي من قبل دول العالم الغربي على هذا الحادث، أو إدانة لما فعلته الشرطة الأمريكية.
الأيام الحالية تشهد جريمة جديدة يشنها التحالف الدولي في مدينة الزور السورية، حيث أطلق قذائفه على منازل المدنيين في المدينة أدى إلى مقتل العشرات منهم وإصابة آخرين من بينهم سيدات وأطفال، في وقت لم نسمع للعالم أي صوت على تلك الجريمة التي تطل الأبرياء في الدولة العربية.
منذ 11 شهرا، ارتكبت مليشيات الحوثيين جريمة كبرى هزت العالم، تضاف إلى جرائمها ضد الشعب اليمني، عندما اغتالت الرئيس اليمني السابق، على عبد الله صالح، ونشرت صورا لاغتياله هو ومرافقيه، بينما لم نجد عقوبات من قبل المجتمع الدولي على تلك المليشيات الحوثية، أو تسليط ضوء على تلك الجريمة مثلما تفعل مع جمال خاشقجي.
وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، سلط الضوء على تلك الظاهرة، وكشف كيف يكيل العالم بمكياليين ، قائلا في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر": لم تحظى كل الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية منذ انقلابها على السلطة وآخرها جريمة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح باهتمام المجتمع الدولي والصحافة العالمية،كما هو الحال مع حادثة وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في تناقض واضح وعجيب يكشف سياسة الكيل بمكيالين.
وحول الازدواجية التي يظهر فيها المجتمع الدولي، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة" إن سبب تسليط المجتمع الدولي الضوء على واقعة جمال خاشقجي بينما تجاهلت الأحداث الأخرى هو محاولة هز رمزية المملكة السعودية واستهداف مكانتها ودورها الذي تقوم به ضد الارهاب ومموليه ولتدعيم حضور النظام العربي الوطني المناهض لنفوذ القوى الاقليمية غير العربية في مقدمتها تركيا وايران بالتحالف مع تيار الاسلام الحركي والجهادي والتكفيري.