التيه الإخواني وزمن الشتات.. كيف ورطت قيادات التنظيم شبابها في جرائم ضد أوطانهم؟
الخميس، 25 أكتوبر 2018 11:00 ص
تعيش جماعة الإخوان، حالة من التيه والشتات، مع الانهيار الكبير الذي تضرب الجماعة، وهو ما يفسر توالي الاعترافات الصادرة من قيادات وحلفاء للجماعة تؤكد حالة الانقسامات، وتضخم الأزمة الداخلية التي تشعل أروقة التنظيم.
رغم البيانات التي تصدر من الجماعة وقياداتها يزعمون فيها أن التنظيم متماسك، إلا أن تلك القيادات أصبحت عاجزة على أن تسيطر على تلك الخلافات الداخلية وتمنعها من الخروج إلى العلن، بعد أن انفرط عقد التنظيم، وانفصل جزء كبير منه خاصة من شباب الإخوان في الخارج في ظل التحولات الفكرية التي يشهدها قواعد التنظيم في الفترة الراهنة.
الأزمة الداخلية للإخوان، التي نشبت مع مطلع عام 2014، وما زالت مستمرة حتى الآن في عامها الرابع، تشهد متغييرات كثيرة على رأسها، وصلت إلى حاله التيه التي يخرج شباب الجماعة وقواعدها ويعترفون بتلك المرحلة التي وصلوا إليها في ظل خروج الكثير من القواعد على تلك القيادات بعد أن ظهرت فضائحها للعلن.
لم يعد شباب الإخوان يؤمن بالمقولات المأثورة التي دائما ما كانت ترددها قيادات الجماعة عن مؤسسها حسن البنا، فبعد توالي الخسائر، ومع الأزمات الداخلية وتفاقمها لم تعد تثق قواعد الجماعة في تلك القيادات، وبالتالي بدأت تنقلب عليها تمهيدا للإطاحة بها من مناصبها في التنظيم.
طارق قاسم، مقدم أحد البرامج بقنوات الإخوان التي تبث من إسطنبول، فتح النار على قيادات الجماعة وشيوخها، قائلا في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": الحقيقة ان أكثر ناس تائهة و عالمها بيتفكك وترى المقولات التي اتربت عليها واقفة على المحك هم نحن الذين نسمي أنفسها الإسلاميين، فكل شئ في مقولاتنا التقليدية بحاجة لفك و تركيب وبعضها يحتاج لتغييره وإخراجه من الخدمة.
وشن مقدم أحد البرامج بقنوات الإخوان التي تبث من إسطنبول، هجوما على شيوخ الإخوان على رأسهم راغب السرجانى وعلى الصلابي، قائلا إن راغب السرجاني خرج من المشهد أما علي الصلابي فلا زال موجودا، والحقيقة أول انتصار فكري هو التخلص من إرث هذه الخزعبلات التي يروجون لها، هم وغيرهم من شيوخ الجماعة.
الداعية السلفي سامح عبد الحميد، كشف الأسباب التي دفعت الإخوان وقواعدها يشعرون بحالة التيه والشتات، مشيرا إلى أن شباب الإخوان يشعرون بهزيمة نفسية فهم يعيشون التيه بعد أن ضاعت آمالهم بل هم أنفسهم ضاعوا واكتشفوا أنهم كانوا ألعوبة في أيدي القيادات الآثمة البرجماتية.
وأشار الداعية السلفي، إلى أن قواعد الإخوان لم يحصلوا على أي منفعة وقضى الإخوان على مستقبله، حيث لم يعد شباب الإخوان يثقون في القيادات ، وتحول الشباب للهجوم على الإخوان ونشر فضائحهم وعبثهم وتغريرهم بالشباب ويبحث شباب الإخوان عن مخرج لما هم فيه ولكنهم لا يجدون حلا آمنا فقد ورطهم الإخوان في خيانهة أوطانهم.