«بركة الحاج نادي» تظهر في مشروعات وزارة الإسكان الاجتماعي.. احذر النصابين
الخميس، 25 أكتوبر 2018 08:00 ص
«بركة الحاج نادي»، تلك الجملة الشهيرة التي عُلقت بأذهان الكثير من المصريين، عقب إذاعتها في واحدا من مشاهد فيلم «كراكون في الشارع»، للفنان عادل إمام، ويسرا، دور البطولة، وسلطا من خلاله الضوء على شركات الاستثمار العقاري، التي تقوم بالنصب على المواطنين، وجمع مبالغ مالية منهم وإيهامهم بتخصيص وحدات سكنية لهم بمشروعاتها، ليتفاجئ بعدها «شريف»، أنه دفع نقوده مقابل «كيس بلح» يوزعه «الحاج نادي» بركة على المتعاقدين معه، قبل الهروب بنقودهم والنصب عليهم، ويتفاجئوا بأنهم وقعوا فريسة للنصابين واشتروا بنقودهم «بلح»، ليطلق «شريف» مقولته الشهيرة «أغلى كيس بلح في العالم».
وعلى غرار «كراكون في الشارع»، انتشرت في الآونة الأخيرة وقائع النصب على المواطنين من المتقدمين لحجز وحدات الإسكان الاجتماعي، بعد تسريب بيانات العملاء الموجودة لدى وزارة الإسكان الاجتماعي، لمكاتب العقارات التي استولت على نحو 20% من وحدات الإسكان الاجتماعي، بعد تسريب أجهزة المدن الجديدة لبيانات العملاء.
جروبات الـ«فيس بوك»، كشفت تفاصيل اللعبة، حينما تداول نشطاؤها شكاوى عن اتصال مكاتب السماسرة بالحاجزين لمشروعات وزارة الإسكان الاجتماعي خاصة «سكن مصر»، للحصول على بيانات خاصة بهم، أو إيهامهم بأنهم من موظفي أحد البنوك مطالبينهم بتحويل مبالغ مالية على رقم حساب ما، أو من خلال وسيلة «فوري»، والنصب عليهم، الأمر الذي يستدعي تدخل الوزارة للكشف عن المتسبب في تسريب تلك البيانات واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم.
وسيلة أخرى يتبعها مسئولي شركات الاستثمار العقارية، لإيهام المواطنين بتخصيص وحدات سكنية لهم بمشروعات الوزارة، من خلال استخدام بيانات العملاء الحقيقين، وعرضها للبيع على مواطنين آخرين، وتزوير إيصالات بنكية لإيهامهم أنه تم تخصيص تلك الوحدة لهم دون علم مالكها الحقيقي، حسبما أكد هاني موريس، مسئول ائتلاف مشروع سكن مصر.
وبعد إتمام تلك العملية يتفاجئ الحاجز الحقيقي أن هناك أكثر من شخص نُصب عليهم بتفاصيل وبيانات وحدته، وذلك بعد استغلال تلك الشركات لبيانات الحاجزين الفعليين، لتسهيل عملية النصب، قائلأ: «المشتري عند سؤاله عن الوحدة داخل البنك أو جهاز المدينة يجد البيانات صحيحة، وتكون أولى الخطوات لعملية النصب، بالإضافة للخطوة الأولى التى سبق ذكرها حول مطالبة الحاجز بتحويل مبالغ مالية لحساب ما أو من خلال فوري أو أحد الوسائل الأخرى».
وفي أول رد له خرج بنك الإسكان والتعمير، المسئول عن عملية القرعة وتوزيع تلك الوحدات، مؤكدا أنه يعمل على تحقيق أعلى سرية لبيانات العملاء، مشيرا إلى أنه يتم العمل من خلال تعليمات موثقة بالتنسيق مع هيئة المجتمعات العمرانية، وغير مسموح نهائيا بالإفصاح عن بيانات العملاء لديهم، نافيا أن تكون تلك التسريبات قد خرجت من موظفيه.
وأعلن البنك أنه يتم التحفظ على بيانات العملاء بعد الانتهاء من عملية القرعة، الأمر الذي يستحيل معه تسريبها لأي من مكاتب السماسرة، أو الاستثمار العقاري، لافتا إلى أن هناك إدارات مختلفة تتابع باستمرار بيانات العملاء من خلال تعدد مستويات التدقيق والمراجعة، ولا يسمح بطباعتها إلا من خلال صلاحيات ممنوحة لإدارة محددة، ويتم التعامل من خلال رسائل إلكترونية آليا للعملاء الفائزين أو المسددين للدفعات طبقا لاشتراطات كل إعلان سواء أراضى أو وحدات سكنية.
وفيما يتعلق بعملية التنازل عن الوحدة أو بيعها، أكد البنك أنه لايتم إلا بعد استطلاع رأي أجهزة المدن وهيئة المجتمعات العمرانية، وتنفيذ كافة الوسائل المتبعة في هذا الصدد، مشيرا إلى تلك الوحدات والأراضي محملة بأقساط وشيكات واجبه السداد من حساب العميل المخصصة له، وغير مسموح لتسلم الشيكات إلا لأصحابها ومصدرها ولا يمكن الاستبدال أو التنازل إلا من خلال جهات الاختصاص بهيئة المجتمعات العمرانية.