«أقدم سفينة عرفتها البشرية».. قاع البحر الأسود يتحول إلى متحف للسفن المفقودة
الخميس، 25 أكتوبر 2018 10:00 ص
في قلب البحر الأسود ترقد العشرات من حطام السفن القديمة، والتي يعود عمر بعضها إلى 2500 عاما، منها مايعود للإمبراطوريات العثمانية، والرومانية، والبيزنطية، تم اكتشافها أثناء تنفيذ العلماء لعملية مسح آثار تغيير المناخ على طول الساحل البلغاري باستخدام الروبوتات.
مشروع «البحر الأسود MAP»، الخاص بالكشف عن الآثار البحرية في قاعه، يشرف عليه فريقا دوليا يقوده مركز جامعة «ساوثامبتون» للآثار البحرية، والذي اكتشف عودة عمر بعض تلك السفن إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وذلك أثناء عمل البعثة التي كانت تجوب المياه على عمق 1800 متر تحت سطح البحر الأسود منذ عام 2015، باستخدام سفينة مجهزة ببعض المعدات الأكثر تقدما في العالم، وأكتشفت حطام أكثر من 40 سفينة في بعثتين سابقتين، ولكنهم عثروا خلال رحلتهم الأخيرة، التي امتدت عدة أسابيع وعادت هذا الشهر، على أكثر من 20 موقعا جديدا.
البحر الأسود يتميز بانعدام الضوء والأكسجين بداخله، الأمر الي لايبقي معه على أي كائنات حية في أعماقه، ما أدى بدوره إلى الحفاظ على تلك السفن بحالتها كما هي دون هلاك، وهي الاكتشافات التي وصفها الباحثين بـ«لا مثيل لها على الإطلاق»، حيث تتمتع سفن عدة بوجود رسومات وكتابات مميزة، مع بقاء النحت على خشب بعض السفن في حالة جيدة لعدة قرون، بينما عُثر على حبل سليم في سفينة رومانية عمرها 2000 عام.
«إد باركر»، الرئيس التنفيذي لـ «Black Sea MAP»، أكد أن تلك المنطقة تضم سفنا تجارية من القرون الوسطى، بالإضافة إلى الحبال والمنحوتات الخشبية، ويستخدم الباحثون، لمسح أعماق البحار، مركبتين تعملان بالتحكم عن بعد «ROVs»، مزودتين بالأجهزة الجيوفيزيائية، فضلا عن الأضواء وكاميرات عالية الدقة، وكذلك ماسح ضوئي بأشعة الليزر.
وفي اكتشاف جديد عثر علماء آثار بريطانيون، على سفينة كاملة يعتقدوا أنها الأقدم فى العالم، فى أعماق البحر الأسود منذ 2400 عام، وذلك وفقا لوسائل إعلامية بريطانية أكدت اكتمال وسلامة السفينة والتي يبلغ طولها 23 مترًا وترجع لليونانيين القدامى، وتشبه السفن التجارية لصاريتها المشابهة لهذه النوعية من السفن.
وبحسب فريق البحث، فإنهم سيتركون السفينة بمكانها، لكنهم سيأخذون عينات من أجل دراساتها فى جامعة «ساوثهامبتون» البريطانية، وأشارت النتائج الأولية إلى أن هذه السفينة تعتبر «أقدم سفينة عرفتها البشرية»، ومن المقرر أن يعقد فريق البحث معلومات عن السفينة فى مؤتمر لندن هذا الأسبوع، كما تم العثور على صوارى ودفات وأجزاء كاملة من السفينة على مسافة تزيد عن ميل أسفل البحر، وهو ما جعلها فى حالة جيدة نتيجة نقص الأوكسجين فى هذا المستوى من البحر.
من جانبه، قال البروفيسور «جون آدامز»، كبير الباحثين القائمين على عملية البحث :«السفينة سليمة وتعود للعصر الكلاسيكى وموجودة على عمق يزيد عن 2 كيلومتر، هذا شىء لا أصدقه"، مضيفًا: "هذا سيغير فهمنا لبناء السفن والسفر البحرى خلال العالم القديم».