زيارة رئيس وزراء اليابان لبكين.. تشكيل جبهة مع الصين ضد أمريكا أم تعاون اقتصادي؟
الخميس، 25 أكتوبر 2018 08:00 ص
هل تستهدف الصين استقطاب اليابان لتشكيل جبهة في معركتها التجارية مع أمريكا؟.. سؤال بات مطروحًا في الأونة الأخيرة على خلفية زيارة مرتقبة يخوضها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الصين ليلتقي خلالها مع الرئيس الصيني شي جين بينج للمرة الأولي منذ سبعة سنوات، ورغم صعوبة تصديق ذلك على خلفية العلاقات الطيبة بين واشنطن وطوكيو، إلا أن الصحف اليابانية تناولت المسألة وقالت إن «الصين تسعى لتشكيل جبهة مع اليابان في خضم الحرب التجارية مع أمريكا».
ولم تكن علاقات أمريكا واليابان فقط هى حائط السد أمام تشكيل تحالف صيني ياباني ضد الولايات المتحدة، بل أن التوتر التاريخي بين البلدين هو أحد العوائق أيضًا، حيث أدت هذه التوترات في وقت سابق إلى نزاع عسكري بين البلدين، وكان على رأسها الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
ولكن رغم ذلك فأن هذه الزيارة اليابانية إلى بكين ينظر إليها بشكل إيجابي، حيث تمثل زيارة رئيس الوزراء الياباني ولقائه بالرئيس الصيني، انعكاسًا صريحًا للرغبة المتبادلة في تطوير العلاقات، لمجابهة التحديات المشتركة بين البلدين.
وبخلاف التحالف الصيني الياباني المزعوم، فأن الزيارة لها أهمية كبيرة، على خلفية التهدئة والسلام في منطقة شبه الجزيرة الكورية، حيث مازالت اليابان تحتاج إلى تخفيف حالة التوتر بينها وبين كوريا الشمالية، التي مازالت تمارس نهجًا مختلفًا تجاه طوكيو، إذا ما قورن بالدبلوماسية والودية التي تعاملت بها مع كوريا الجنوبية، حيث احتفظ إعلام بيونج بلهجته العدائية تجاه طوكيو، وهو ما يستدعي تحرك الأخيرة لفتح أبواب اتصال مع بكين ليكون وسيطًا نزيهًا في الأزمة بين كوريا الشمالية واليابان.
إلا أن الرغبة الصينية في التعاون مع اليابان يبدو أنها متبادلة، خاصة وأن بكين تعاني من حرب تجارية اطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد فرض ضرائب جمركية على البضائع الصينية، وهو الأمر الذي قد يقل تأثير على الاقتصاد الصيني إذا حاولت الصين البحث عن أسواق أخرى لتعويض خسائرها، وبالتالى كانت الدبلوماسية الصينية قائمة على تجاوز الخلافات مع مختلف الأطراف الدولية الأخرى، سواء فى أوروبا أو آسيا من أجل تحسين العلاقات لخدمة الجانب الاقتصادى.