الحكومة تكشف للبرلمان: حددنا 75% من الأمراض التي تسبب الوفاة..وهذه حقيقة نقص ألبان الأطفال
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 01:00 م
لقاء الدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان، بحضور المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، داخل لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور محمد العمارى، رئيس اللجنة، كان فريدًا من نوعه، فيمكن تسميته أنه لقاء المكاشفة والمصارحة حول العديد من خطط الوزارة لحماية الأمن الصحي للمصريين، خاصة فيما يتعلق بأسباب وفاة المواطنين داخل مصر وحقيقة تداول شائعات بين وقت وأخر حول نقص ألبان الأطفال.
في بداية لقاءها، فاجأت وزيرة الصحة، بطلب إذ اشترطت عدم إذاعة الاجتماع على الهواء لتوضيح خطة الوزارة في الفترة القادمة، موجهة حديثها للدكتور محمد العماري رئيس اللجنة البرلمانية قائلة :هل هذة الجلسة مذاعة أم لا؟، وأجاب العمارى: «غير مذاعة».
الاجتماع السابق لجنة الصحة بالبرلمان، الذي عقد في الإجازة البرلمانية تم إذاعته في فيديو كامل على أحد المواقع الإخبارية الدولية، ولجأت الوزارة للهيئة الوطنية للانتخابات للحصول على قاعدة بيانات الناخبين لإجراء المسح الشامل على مرضى فيروس سي والسكر والضغط وبعض الأمراض الأخرى المزمنة في إطار المبادرة القومية التي طرحتها الوزارة تحت رعاية رئيس الجمهورية تحت شعار «100 مليون صحة»، متابعة: «لدينا قاعدة بيانات لكل المواطنين، واللي مش هيجي يعمل مسح هنجيبه».
وحول تفاصيل الحملة، قالت الدكتورة هالة زايد، إنها تستهدف مرضى السكر والضغط وفيرس سي، التى توصلت حتى الآن إلى أن 68 ألف يعانون من مرض السكري منهم 48 ألف مواطن، لم يكونوا يعرفون أنهم مصابين بالسكر، وذلك خلال أيام المسح في المرحلة الأولى وحتى الآن.
وأضافت أن حملة القضاء على فيرس سي غير مسبوقة بتاريخ البشرية، وهناك تحدي في التنفيذ، «ونعمل عليها 24 ساعة لأننا نحدد أكثر من 75% من الأمراض التي تسبب الوفاة، والبحيرة أكثر المحافظات التي تم بها المسح والتحدي يكون في عاصمة المحافظة، لأن المواطنين لا يذهبون للمسح بسهولة».
وتستهدف الحكومة من الحملة إجراء المسح على 54 مليون مواطن فئة 18 سنة فأكثر بدون حد أقصى للعمر، وخلال المرحلة الأولى حتى الآن يوجد 6 مواطنين فوق 80 سنة دخلوا فى المسح، وفقًا لما ذكرته وزيرة الصحة، مضيفةً أن الوزارة تواصلت مع جهات ومنظمات صحية عالمية لاستشارتهم فيما يتعلق بالأجهزة والتكنولوجيا التي تستحدم في المسح واشترت الوزارة كل الأجهزة، والهدف حاليا المسح للفئات العمرية أكبر من سن 18 سنة، وفي شهر يناير على القل من 18 سنة من طلاب الثانونية العامة، وفي شهر 9 من أولى إعدادى لأولى ثانوني، ليكون العدد المستهدف من كل الفئات العمرية 70مليون مواطن.
ورفعًا لشعار لا للمشككين، أوضحت الدكتورة هالة زايد، الجهود الضخمة المبذولة في الحملة حتى الآن، وتشكيك بعض وسائل الإعلام العالمية في قدرة مصر على تنفيذ الحملة، قائلة: «كذا وكالة أنباء قالت دا ضرب من الخيال».
وتابعت:«لكن قادرين وبنعمل مجهود ضخم جدا، وكان يوجد تفاوض مع الشركة التى استوردت الحكومة منها الأجهزة وبدأنا إجراءات كبيرة جدا فى وقت قصير لنبدأ الحملة أول شهر أكتوبر الجاري، أيضًا بدأنا في الحملة الإعلانية من أول اختيار اسم الحملة (100 مليون صحة)، إلى كل التفاصيل الأخرى واللافتات وغيرها.
اقرأ أيضاً: «خناقة في البرلمان».. نواب يطالبون بسرعة إصدار «الأحوال الشخصية» و «عبد العال» يتدخل
وأكملت: المرحلة الأولى تضم 9 محافظات، وكل فريق معه قاعدة بيانات، فالحملة مربوطة مع قاعدة بيانات الناخبين، حيث تواصلنا مع الهيئة الوطنية للانتخابات لنحصل على قاعدة بيانات الناخبين، وكل الإجراءات تمت فى 10 أيام وطباعة اللافتات وندرب الناس ونجيب خبراء من جنوب أفريقيا وندرب الناس على إدخال البيانات، قصة مرهقة جدا، واشترينا أجهزة الضغط والسكر، كما أن الوزارة اقتربت الوصول لمسح لقرابة 5 ملايين مواطن حتى الآن، إذ يقوم الجهاز بعمل مسح على ألف حالة في اليوم ويعمل على مدار الساعة.
«لازم توثقوا اللي حصل».. هذا ما قالته وزيرة الصحة، للمشاركين في الحملة، مضيفة في حديثها للنواب في لجنة الصحة: «فيه قرى بتحشد وتروح، محافظ أسيوط قالى فيه قرية مقفولة عشان كل الناس خرجت عشان تروح تعمل المسح، والأهم عندي الرضا عند مقدم الخدمة، والناس تقدم الخدمة برضا وحب، ولازم الناس تنزل وتشارك في المسح، فبدل ما نقول قوائم الانتظار نلحق الناس دول ونعالجها من دلوقتي».
وبسبب أن العلماء يرجعون أحد أسباب الوفاة والأمراض لزيادة الوزن، أكدت «زايد»، أنه يوجد حملة للمسح على المصابين بـ «السمنة»، على أن يتم بدء المسح على الأطفال والطلاب في المرحلة الابتدائية بالنسبة للسمنة والأنيميا والتقزم، كاشفة عن التحدي الذى يواجه وزارة الصحة في التنفيذ.
ولفتت إلى أنها تقول لكل المشاركين «بتعملوا ملحمة»، ونقوم بتحديد أمراض تمثل 75% من الأمراض التي تسبب الوفاة في مصر، وأدعو النواب أن يشجعوا الناس على النزول وإجراء المسح، ولا أخفي أن معظم النواب عاملين شغل كبير، لكن بعض المحافظات فيها تحدي، والناس في الحملة ماشية بالمعدلات المطلوبة بحوالي 390 ألف مواطن في اليوم.
اقرأ أيضاً: 3 قرارات مهمة.. ماذا فعل قيادات البرلمان في اجتماعهم المُغلق؟
وقالت: «محافظة البحيرة رقم واحد في عدد الناس التي أجرت المسح حيث أكثر من مليون مواطن شارك، وهناك نسب كبيرة في الإسكندرية ودمياط، والمتوقع الصعوبة في المرحلة الثانية في القاهرة الناس لا تذهب لعمل المسح بسهولة».
وحول الجدل المثار بشكل دائم عن مخزون الدولة من ألبان الأطفال المستوردة، كشفت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد، عن طرح ألبان أطفال مستوردة في الصيدليات التابعة للشركة المصرية لتجارة الأدوية بسعر التكلفة بحوالي 8 ملايين علبة، الأسبوع المقبل.
«وجدنا نقص فى القطاع الخاص بالنسبة لألبان الأطفال لذا أعلنا عن توفير خدمة الألبان المستوردة فى 52 صيدلية تابعة للشركة المصرية تباع بسعر التكلفة بعدما وصلت أسعار العلب لأرقام مزهلة فقررت الحكومة أن تقوم بشراءها.. واتفقنا مع شركة لاكتو مصر على شراء و طرح 8 ملايين علبة لبن أطفال دعما من الدولة واستجابا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فى هذا الشأن»، بهذه العبارة أرسلت رسالة طمأنة للمصريين.
وأوضحت أن «الدولة حاليا تقدم لبن الأطفال مدعوم حوالي 22.5 مليون علبة يتم شرائها بتكلفة 46 جنيه للأطفال أقل من 6 أشهر وتباع للمستهلك بـ 5 جنيهات، وما فوق الـ 6 أشهر تباع للمستهلك 26 جنيها، متابعا: كيف نترك علب ألبان الأطفال حوالي 22.5 مستوردة تباع لغير المستفيدين بنظام الدعم من 100 إلى 120 جنيها، لذا تدخلت الدولة حتى لا تتركهم وستشتري وتبيع بسعر التكلفة».
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، كشفت الوزيرة عن أنه سيتم رفع عدد مراكز عمل ألبان ذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال الذين يعانون من مشاكل التمثيل الغذائي لخمسة مراكز بدلا من واحد فقط لتصنيعها، وأن التوسع في المراكز الذي سيبدأ مناقشته اعتبارا من السبت المقبل جاء بسبب ارتفاع الألبان المخصصة لهم لألف جنيه للعلبة، ويحتاج لها من يعانون من أزمة التمثيل الغذائي مدى الحياة إلا سوف يتعرضون للوفاة أو التخلف العقلي.
المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، أدلى بدلوه أثناء اللقاء المطول للوزيرة، قائلًا إن الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي، تبذل جهودًا كبيرة لتطوير منظومة الصحة وتسير على الطريق الصحيح، داعيا المجتمع المدني إلى المساعدة في تطوير المنظومة.
وأضاف: قضية الصحة أمن وطنى وقومي، وما يحدث الآن من إجراءات وقرارات مثل مبادرة 100 مليون صحة، للقضاء علي مرض فيروس سي، ومواجهة الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وغيرها، وتوجيهات رئيس الجمهورية لإنهاء قوائم الانتظار، كل ذلك لحماية الأجيال القادمة.
وتابع: وكلنا نشعر بجدية الدولة لإصلاح وتطوير منظومة الصحة والاهتمام بصحة المواطن، وأنه من الخطر أن يصاب شباب في سن 18 سنة والعشرينات بفيروس سي، ما يتسبب في مضاعفات خطيرة في الثلاثينات ومع تقدم العمر.
واختتم بقوله: «نعمل للشعب، ونعمل في ضوء الإمكانيات، وأتساءل أين المجتمع المدني؟ ممكن يساهم في بناء وتطوير وتشغيل مستشفيات، ياريت منظمات المجتمع المدني تساعدنا نعمل تطوير للمستشفيات وتشغيلها، ولازم نسأل نفسنا احنا ماشيين على الطريق الصح ولا لا أو ماشينا خطوات على الطريق الصح، لو الاجابة نعم نكمل، لو خطأ نشوف الصح فين ونمشي فيه، ولاشك إننا بدأنا الطريق الصحيح ونسير فيه، وبالطبع يوجد قصور ومشكلات لكن نسعى لتجاوزها، ولازم يكون عندنا أمل وثقة في نفسنا وفي الحكومة نستمر في طريقنا ونأمل أن يرضي الشعب ونوابه».