استراتيجيات داعش الجديدة.. هل تبعث التنظيم من مرقده؟
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 12:00 م
لم يعد لتنظيم داعش الإرهابي وجود على الأرض سوى في بعض البؤر الصغيرة، غير أن المؤكد لدى الجميع أنه لم يعد قوة كما كان من ذي قبل، لكنه مازال يشكل تهديدا، حال قدرته على العودة.
التخوفات من عودة التنظيم تدور حول إمكانية نجاح التنظيم الإرهابي تأسيس بؤر جديدة -الذي يثبت وجوده وبقاءه بين الحين والآخر عبر عمليات إرهابية- يقول مراقبون إن يعمل وفق استراتيجية «لململة الشتات» وهي استراتيجية تعتمد على تجميع أكبر عدد من عناصره وتجنيد عناصر جدد، لكن لم يكشف المتابعون لداعش عن وجهته الجديدة، وكلها تنبؤات ليس لها صحة.
ويحتاج التنظيم في تلك الاستراتيجية لتعافي منظومته الإعلامية بشكل كامل، فلم تعد هناك المنظومة التي تبث الرعب في قلوب الأشخاص حول العالم، بمجرد صدور بيان أو مجلات وإصدارات تحمل بين طياتها شفرات لتنفيذ عمليات إرهابية، كذلك في شق «التواصل الاجتماعي» وتجنيد عناصر جدد والتغرير بهم.
اقرأ أيضًا.. حرب المعلومات (3).. طريق «داعش» المسدود لاستهداف كنائس مصر
خبراء الإسلام السياسي قالوا إن داعش يعيد هيكلة منظومته الإعلامية ضمن مساعيه للعودة، مشيرين إلى إيمان التنظيم بضرورة استحداث آليات جديدة لتجنيد العناصر وتنفيذ العمليات ومخاطبة الذئاب والمفارز الأمنية.
بالتتبع اتضح أن انهيار المنظومة الإعلامية لداعش تناسب طرديا مع خسارة التنظيم لأراضيه وولاياته في دول التأسيس (العراق وسوريا)، فالحرب الدولية على التنظيم آتت أكلها.
حقيقة الإعلام الخفي لداعش
داعش بالفعل تراجع إعلاميًا و تنظيميًا وعلى الأرض، الدكتور صبرة القاسمي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية لـ«صوت الأمة»، مضيفًا أن ما يظهر للجميع في الوقت الحالي هو تراجع التنظيم وتقلص الإطار الجغرافي له، ولكن حقيقة الأمر أن هناك صحوة داعشية منتظرة، فهناك استراتيجيات جديدة يستخدمها داعش، فالتنظيم يدير إعلامًا سريًا بطريقة احترافية، يبث من خلالها رسائله لأعضاء التنظيم ولأنصاره، ويتخذ من إعلامه السري منبرًا لدعوة أعداد جدد من المحبين لفكره والمنتسبين بعيدا عن أعين أجهزة الأمن.
هناك الكثير من الأمور غير المُعلنة داخل تلك التنظيمات الخبيثة، لكن المؤكد أن تلك التنظيمات تعيش فترة «عقم» ولم تشهد ميلاد إرهابيين جُدد، وباتت تواجه مشاكل في أعداد الملتحقين بها، وهو الأمر الذي أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، مؤكدا خلال كلمته في مؤتمر عقدته قاعدة أندروز العسكرية بواشنطن، في حضور عسكريين من 82 دولة، مؤكدا انخفاض أعداد الأجانب المتوجهين إلى سوريا والعراق بهدف الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، لتصل إلى 100 شخص شهريا، وهو تراجع كبير بالمقارنة مع أعدادهم في ذروة التدفق حين بلغت نحو 1500 شخص في الشهر قبل 3 سنوات.
اقرأ أيضًا.. انفراد.. كواليس اتفاق الإخوان ونائب أبو بكر البغدادي لتأسيس «ولاية الجيزة»
أكد القائد العسكري أن عامل الحسم في القضاء على الروابط التي تمكن الأفراد من الإلتحاق بداعش، هو كيفية تحديد ومحاكمة وإنهاء تطرف المقاتلين الأجانب والمواد والأيدولوجيا في شبكة واحدة، فضلاً عن تحسين التبادل المعلوماتي عبر القنوات العسكرية والاستخباراتية والأمنية بمشاركة الدول الأخرى. صحيفة فرانس برس، أكدت تقلص أعداد دواعش سوريا واستيطانهم منطقة «هجين» أقصى شمال سوريا.
وفي 12 أكتوبر الجاري، وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أمر بإعدام 320 من قيادات التنظيم الإرهابي في العراق، لما أسماه خيانة بين القادة، واستهتار بعضهم في تأدية مسئولياته، ما تسبب في هزائم متتالية مُني بها التنظيم، والتي أفقدته جل الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.
داعش فقد الاتصال بالوسيط
واقعة غريبة من نوعها، كشفت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، حول إلقاء القبض على إسرائيليين اثنين من مدينة يافا الواقعة بشمال إسرائيل، بتهمة محاولة الانضمام لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، وذلك بعد أن تواصلا مع عناصر التنظيم الإرهابى فى سوريا من أجل الخروج والعبور عبر الأراضى التركية، لكن ما تم هو أنهما فقدا الاتصال بالوسيط وهما على الحدود السورية - التركية فقررا العودة مرة أخرى لتل أبيب.