هل دفعت أزمة الأسواق الناشئة الحكومة لتأجيل برنامج الطروحات؟.. خبير اقتصادي يجيب
الإثنين، 22 أكتوبر 2018 09:00 ص
بعد قيام اللجنة العليا لإدارة برنامج الطروحات الحكومية، بتأجيل المرحلة الأولى من برنامج الطروحات، التي تشمل عددا من الشركات، معللة ذلك التأجيل بأنه تأجيل لحين تحسن ظروف السوق، ومن هنا جاءت تصريحات وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق بأن قرار تأجيل طرح 4.5% من رأسمال الشركة «الشرقية للدخان» ذلك القرارينطبق على باقي شركات المرحلة الأولى من البرنامج، التي كان مخططًا طرحها قبل نهاية العام الجاري.
وجاءت تأثيرات قرار اللجنة العليا لإدارة برنامج الطروحات الحكومية، بتأجيل المرحلة الأولى من برنامج الطروحات، اليوم، حيث تأثرت البورصة المصرية بهذا القرار شهد المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 انخفاضا مع بداية تعاملات الأسبوع، وذلك بنحو 1.19% عند مستوى 13481 نقطة، في أول جلسة بعد قرار التأجيل والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل دفعت أزمة الأسواق الناشئة الحكومة لتأجيل برنامج الطروحات للعام المقبل؟
في البداية، قال الدكتور محمد شعراوي، خبير أسواق المال، إن الأسواق الناشئة والمشاكل التي قابلتها خلال الفترة الماضية مشكلة كبيرة جدا، والتي تمثلت في ارتفاع أسعار الفائدة لمعظم الدول مثلما حدث في الأرجنتين ووصولها لـ 60 % وكذلك في تركيا ووصولها لـ 24 %، موضحا أن نتائجه على الأسواق الناشئة خروج استثمارات كبيرة جدا في أدوات الدين مثل السندات وأسواق المال مثل البورصة وأموال في السندات، وتم الاتجاه للفائدة الثابتة والعائد الثابت وهو ما أثر على الأسواق الناشئة بصفة عامة، وكانت نتائجه في مصر تتمثل في خروج 6 مليارات دولار سواء من أدوات الدين أو السندات أو من البورصة، وحدث ذلك من حوالي شهرين.
وأضاف شعراوي، في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن ما حدث في الأسواق الناشئة كلها من مشكلات تأثر بها السوق المصري بشكل كبير، وهو ما تمثل في هبوط المؤشر العام للبورصة المصرية، موضحا أن هناك 3 عوامل رئيسية لإنجاح أي اكتئاب، وأنه في حالة عدم توافر أيا من تلك الشروط لا بد من وقف عملية الاكتتاب.
وتابع: تتمثل تلك العوامل في.. التسعير بأسعار تلائم المستثمر حتى يكون هناك إقبال، والترويج في البورصات العربية والأجنبية ودول الخليج وفي مصر وللمستثمرين وإبراز حجم النجاحات والتطورات لتلك الاكتتاب، أما العامل الثالث فهو التوقيت طرح السهم وذلك بأن يكون السوق مرتفعا.
وأكمل خبير أسواق المال: «لابد من تواجد العوامل الثلاثة في آن واحد حتى تنجح عملية الاكتتاب»، لافتا إلى أن قرار تأجيل المرحلة الأولى من برنامج الطروحات قرار نوعا ما جيد في هذا التوقيت، حتى لا يكون هناك إهدار للمال العالم، مشيرا إلى أنه لابد من الانتظار حتى تتحسن أحوال السوق الحالية، مؤكدا أنه لو كان تم وضع جدول زمني منذ أن أعلنت الحكومة عن برنامج الطروحات وتم التنفيذ في ذلك كان سيكون أفضل كثير، وذلك لأن سوق المال في ذلك الوقت كان في مرحلة صعود.