تيريزا ماي وعنق الزجاجة.. هل يكتب «بريكست» السطور الأخيرة في رحلة رئيسة وزراء بريطانيا؟
الإثنين، 22 أكتوبر 2018 10:00 صوكالات
تواجه مفاوضات بريطانيا الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي الكثير من الصعوبات في الفترة الحالية، لاسيما بعد خروج الكثير من التصريحات التي تؤكد أن التوافق بين لندن وبروكسل صعب المنال خاصة في تلك الفترة.
وعلى الرغم من طلب، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زعماء الاتحاد الأوروبي، بالمساعدة في التوصل إلى اتفاق لخروج بلادها من التكتل، قائلة إنهم أبرموا «اتفاقات صعبة» من قبل ويمكن أن يفعلوا ذلك مجددا، في إشارة إلى ضرورة الخروج من الاتحاد بدون أي تداعيات سلبية على دول الاتحاد وبريطانيا ذاتها. إلا أن التحديات لا تتوقف، وقد بدأت الأصوات المطالبة بالانسحاب من اتفاق بريكست تتزايد.
وفي حرب الخروج من عنق الزجاجة، التي تخوضها «ماي»، خاطب سياسيون بريطانيون- من مختلف الأطياف السياسية للمملكة المتحدة- (السبت)الحشود الجماهيرية الهادرة التى تخطى تعدادها حاجز الـ (700) ألف مشارك فى تظاهرة «تصويت الشعب» فى العاصمة لندن والمطالِبة باستفتاءٍ جديد على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
كانت صحيفة (إيفننج ستاندرد) اللندنية، نشرت تصريح لعمدة لندن، تضمن: «الوقت قد حان لانتزاع قضية (بريكست) من أيدي الساسة وإعادتها إلى أيدي الشعب البريطاني»، في إشارة منه إل ضرورة إقامة استفتاء جديد على الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتي تقوده رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، قائلا: «أصوات الشباب لم تكن قد سُمعتْ لكنها اليوم مسموعة بوضوح وبصوت عالٍ طوال الطريق حتى أبواب مقر الحكومة فى داوننج ستريت».
وأشار عمدة لندن إلى أن «ماي»، تخاطر بأوضاع بريطانيا عن طريق الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا: «هذه الحكومة تقودنا إلى اتفاق خروج سيء أو حتى إلى ما هو أسوأ من ذلك بالخروج بغير اتفاق على الإطلاق».
على ما يبدو أن العداوات التي اكتسبتها «ماي»، خلال الفترة الأخيرة بسبب تمسكها بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وفقا للاستفتاء الذي أقيم في (2016)، بدأت تشكل تكتلا قويا ربما قادر على العصف بها من منصبها. ففي ذات السياق قالت نائبة البرلمان سارة وولاستون، عن كابوس بريكسيت- وفقا لتشبيهها-: «الأمر سار كما لو أن شخصا أدخلوه غرفة عمليات جراحية ثم أخبروه هناك أن العملية التى كان سيجريها قد تغيرت بشكل كلي، وعندما قال هذا الشخص إنه يرغب فى تغيير رأيه، أخبروه بأنه قد وافق قبل عامين وانتهى الأمر».
وأضاف فينس كيبل، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، أن بريكست تسبب في انقسام الشعب البريطاني، قائلا: «نحن جميعا هنا اليوم لأن مستقبل هذا البلد يهمنا». مضيفا: «جيل الشباب لديه رؤية مغايرة للمستقبل الذى قد فُرضَ عليه والذى يقضى بتحويل بريطانيا إلى متحف، لكن ذلك لا يجب أن يحدث.. وبوضوح شديد، ليس ثمة اتفاق أفضل من ذلك الذى يجمعنا الآن.. إنه الأفضل لبريطانيا ولأوروبا على السواء».
كانت الفترة الماضية، شهدت تلميحات اثنين من المفاوضين فى ملف البريكست، تشير إلى أن بريطانيا تتجه للخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ينظم علاقتها مع أوروبا، الكثير من الشكوك حول الاتفاق وصعوبة الوصول إليه في هذه الفترة، في وقت أعلنت فيه ألمانيا إنها مستعدة للبريكست بدون اتفاقيات.
ونقل مسؤول حكومى عن رئيسة الوزراء البريطانية قولها لقادة الاتحاد فى قمة فى بروكسل «لقد أظهرنا أن باستطاعتنا التوصل لاتفاقات صعبة معا على نحو بناء.. ما زلت على ثقة فى الخروج بنتيجة جيدة»، مضيفة أن المرحلة الأخيرة ستحتاج الشجاعة والثقة والقيادة من الجانبين.
وفي موقف يشير إلى تأزيم العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، سخر سابين وياند نائبة المفاوض الأوروبى مايكل برانير من موقف بريطانيا، مؤكدًا أنها ستكون جيدة بعد البريكست حيث علقت قائلة «هل هذا مزاح؟".. وهو التصريح الذى نقله مراسل صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية نفسها».
إيفان روجرز نائب تيريزا ماى للمفاوضات الأوروبية هو الآخر أكد أن المادة 50 التى تنظم عملية خروج دولة من الاتحاد الأوروبى هى مجرد فخ تم تصميمه لإجبار بريطانيا على الخروج بدون اتفاق، مشيرًا أن الاتحاد الأوروبى أغلق باب الفخ قبل أن تدرك بريطانيا أنها سقطت فيه.
يأتى هذا بالتزامن مع إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الحكومة الألمانية مستعدة بالكامل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون أى اتفاق ينظم مرحلة ما بعد البريكست فى مارس 2019.. وأضافت إنه لا يمكن السماح بأن تمتلك بريطانيا نفس الحقوق التى تتمتع بها الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بعد الخروج.
بينما أعلنت الحكومة الفرنسية اليوم بحسب صحيفة "الجارديان" إنه بمجرد إتمام البريكست فإن المواطنين البريطانيين سيحتاجون للفيزا للسفر لباريس.