بدت الولايات المتحدة أقل قدرة فى السيطرة على تحركات حلفائها فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمسألة كوريا الشمالية، فعلى الرغم من أن التوافق الأمريكى الكورى الشمالى جاء بمباركة كوريا الجنوبية، والتى كانت بمثابة الطرف الذى انغمس مباشرة فى المفاوضات، منذ البداية، إلا أن الموقف ربما شهد اختلافا جذريا فى الآونة الأخيرة.
ملف كوريا الشمالية يكشف حالة الانقسام التى تعانيه إدارة ترامب مع الحلفاء ليس فقط فى آسيا ولكن فى كل مناطق العالم.
الانفتاح على العالم يمثل هدفا رئيسيا لكوريا الشمالية، لذلك فهناك خطوات تقارب أسيوية تجاه بيونج يانج من شأنها تحقيق الهدف الذى سعى له نظام كوريا الشمالية منذ بداية المفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو ما يمثل إزعاجا لإدارة ترامب، والتى تسعى لمواصلة الضغوط عبر الاستمرار فى فرض العقوبات على النظام المارق، حتى يتخذ إجراءات جادة من شأنها نزع السلاح النووى، والوفاء بالالتزامات التى تم التوافق عليها خلال قمة سنغافورة التاريخية، التى جمعت بين الرئيس ترامب ونظيره الكورى الشمالى لأول مرة منذ عقود طويلة من الزمن.
ما يمثل صداعا فى رأس إدارة ترامب، والتى تقوم دبلوماسيتها على فلسفة الضغط على الخصوم، هى الخطوات التى تتخذها كل من كوريا الجنوبية واليابان لتحقيق التقارب مع بيونج يانج مؤخرا.
نجح نظام كوريا الشمالية فى توظيف كوريا الجنوبية لتكون بمثابة صوتها إلى العالم، وهو ما بدا واضحا فى تصريحات بل وزيارات مسؤولى سول إلى مختلف مناطق العالم، فجاء الإعلان عن تطلع بيونج يانج لاستقبال بابا الفاتيكان من العاصمة الكورية الجنوبية، بينما كان الترويج للملف الكورى الشمالى فى عواصم العالم أولوية قصوى على أجندة الرئيس الكورى الجنوبى فى مختلف زياراته وأخرهم إلى فرنسا بالأمس.