حزب الله في الدوحة.. عواقب التطبيع القطري مع «نصر الله» وتحدي التحذيرات الأمريكية
الجمعة، 19 أكتوبر 2018 05:00 م
لم يكن خروج حسابات تابعة للمعارضة القطرية، لتكشف عن استضافة الشيخة موزة، والدة الأمير القطري تميم بن حمد، وزوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة، بوفد من حزب الله، إلا ليكشف عن حجم التعاون القائم بين تنظيم الحمدين وأذرع إيران في المنطقة العربية، وهو ما سيمثل تحدي من قبل الدوحة لجهود الولايات المتحدة الأمريكية الرامية نحو توقيع عقوبات مستمرة على إيران ورجالها.
بين تنظيم الحمدين وحزب الله، العديد من الصفقات منها الخفي والمعلن، ولا يمكن نسيان استعانة النظام القطري بحزب الله في العراق من أجل الإفراج عن رهائنه الذين اختطفتهم الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية، وهي الصفقة التي كشفت عنها صحف ووسائل إعلام أجنبية من بينها شبكة «بي بي سي» البريطانية.
فضائح «الحمدين».. شيخ بالأسرة القطرية الحاكمة يكشف جرائم تميم ووالده ضد الدوحة
في ذات السياق، هناك تعاون خفي بين تنظيم الحمدين، وحزب الله في الملف اليمني، فكلاهما يدعم مليشيات الحوثيين التابعة لإيران، وبالتالي فإن هذه اللقاءات والزيارات التي يجريها قيادات الحزب للدوحة تأتي في سياق التخطيط لإطالة أمد الأزمة اليمنية، ومواصلة دعم مليشيات الحوثيين.
هذه اللقاءات تأتي في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية تصنيف حزب الله كجماعات الجريمة العابرة للحدود، فخلال اليومين الماضيين، أعلن وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز تصنيف 5 جماعات منها حزب الله اللبناني على أنها جماعات للجريمة العابرة للحدود، لتواجه تحقيقات وإجراءات قضائية أكثر صرامة، خلال الفترة المقبلة، وذلك في السياسة الأمريكية بالتنسيق مع دول الخليج، لمواجهة إرهاب حزب الله في الوقت الحالي، ضمن استراتيجية التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تدشينه لمواجهة إيران وأذرعها في المنطقة.
تواصل الاتصالات واللقاءات بين قطر وحزب الله اللبناني، يجعل تنظيم الحمدين عرضة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن واشنطن تصعد خلال الفترة الحالية ضد إيران ورجالها ضمن الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الإدارة الأمريكية لتقليم أظافر طهران وأتباعها في المنطقة العربية.
واشنطن تجفف منابع حزب الله.. عقوبات ضد أبناء «نصر الله» وإجراءات صارمة ضد قياداته
ووفقا لحساب «الصندوق الأسود»، التابع للمعارضة القطرية، فإنه خلال اليوميين الماضيين أكد أن مسؤولين من حزب الله اللبناني في ضيافة الشيخة موزة يصلون الدوحة دون أن يعلن سبب هذه الزيارة، واللقاءات التي ستيجرها في العاصمة القطرية خلال فترة تواجدهم في الدوحة.
كل الوقائع تشير إلى أن الدوحة تذهب نحو الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية، ثلما فعلت مع الدول العربية عندما أظهرت تطبيعها بشكل كامل مع إيران، والآن تتعاون أيضا مع حزب الله، متجاهلة تماما التحذيرات الأمريكية المتكررة بشأن فرض عقوبات على حلفاء إيران في المنطقة.
كانت آخر عقوبة فرضتها واشنطن ضد حزب الله، على اللبناني محمد الأمين و7 شركات يديرها، مقرها في لبنان، وتدعم أدهم طباجة، والذي فرضت عليه عقوبات منذ يونيو 2015، لكونه يعمل لصالح حزب الله، وعلى علاقة بكبار مسؤوليه.