إشكاليات تنفيذ اتفاق بريكسيت
الخميس، 18 أكتوبر 2018 05:07 م
على الرغم من حُسن رغبة وإرادة رئيس وزراء بريطانيا السيدة تريزا ماى، بشأن تنفيذ آليات الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك إشكاليات عديدة تفرض نفسها على هذا الخروج، ومن ثم تحول دون تنفيذه بشكل تام وكامل، ولعل أهم هذه الإشكاليات تكمن في موقف ايرلندا الشمالية ومسألة الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا، وهى الإشكالية التي مثلت حجر عثرة أمام قمة بروكسل في السابع عشر من الشهر الجاري، التي كانت تعد قمة هامة للغاية بالنسبة لمستقبل البريكسيت، حيث كانت تهدف إلى توفير الظروف السياسية والإعلامية الملائمة لتوقيع اتفاق آليات تنفيذ البريكسيت، وهو الاتفاق الذى كان مزمع توقيعه خلال شهري نوفمبر أو ديسمبر القادمين على أسوأ تقدير.
فى ضوء إشكالية الحدود الايرلندية، أكد شارل ميشيل، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن البريكسيت، "أننا بحاجة إلى مزيد من الوقت للوصول لاتفاق شامل خلال الأسابيع القادمة"، ومن جانبها، أكدت تيريزا ماى على حاجتها لعنصر الوقت لتكوين أغلبية سياسية في بلادها لقبول شروط بروكسل تجنبا لعدم الوصول لحالة عدم الاتفاق قبل 29 من مارس 2019، الأمر الذى دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستعجال إنهاء الاتفاق، خاصة أنه تم الانتهاء منه بنسبة 90%، وهو ذات التوجه الذى تتبناه المستشارة الألمانية.
الحل الأوروبي:
فى الواقع، يسعى الأوروبيون نحو إيجاد حل لإشكالية الحدود، وهو الحل الذى يكمن في تأمين الحدود الايرلندية وتضمين ذلك ضمن بنود الاتفاق تجنباً للعودة للحدود الصلبة بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا، بغض النظر عن طبيعة العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، كما أن هذا الحل يحفظ ويصون من شأنه اتفاقيات السلام المبرمة عام 1998 والتي أنهت بدورها 40 عاما من التوترات والاضطرابات الحدودية في ايرلندا الشمالية.
كما ساق ميشيل بارنييه حلا أوروبيا للازمة يكمن في دمج ايرلندا الشمالية في تحالف يخضع لقواعد السوق الأوروبية، إقامة نقاط تفتيش ومراقبة حدودية بين ايرلندا الشمالية وبريطانيا، بيد أن هذا الحل غير مقبول من الحزب الوحدوي الصغير في ايرلندا الشمالية كونه شريك وحليف تريزا ماى التي تطالب من جانبها باحتواء الأزمة لأنها لن تكون قادرة على تسويق هذه الخطة في لندن ،الأمر الذى ترتب عليه الإخفاق التام والكامل لقمة الاتحاد الاوروبى بالعاصمة البلجيكية بروكسل أمس الأربعاء.
وأخيرا، يمكن أن نخلص إلى أنه في ظل الإشكاليات والروابط العديدة والمعقدة المرتبطة بتنفيذ البريكسيت، فيتضح جليا أن الأمر سيتطلب بعض الوقت، وأن الجانبين الأوروبي والبريطاني سيطالبان بفترة إضافية لتوقيع الاتفاق النهائي، وهى الخطوة التي يمكن أن تصل إلى مارس 2021.
المستشار الإعلامي السابق ببروكسل.