قبطان البحر عبدالله بن عائشة... كيف تحول من قرصان إلى أشهر الدبلوماسيين في العالم؟
الجمعة، 19 أكتوبر 2018 04:00 ص
ظل قرصانًا لفترة كبيرة، قبل أن يصبح واحدًا من أشهر الدبلوماسين حول العالم، ليكون ضمن أهم الشخصيات في التاريخ العربي، هو عبد الله بن عائشة الذي ملأت قصصه وحكاياته جعبات التاريخ، ليظل علامة فارقة في السياسة العربية على مر الأزمان.
عبد الله بن عائشة ولد في منتصف القرن السابع عشر، حيث عمل في فترة من حياته قرصانًا وكان مجال عمله بالقرب من فرنسا وإنجلترا حيث كان يرصد السفن الأوربية المتوجهة والعائدة من القارة الأمريكية، ليسقط أسيرًا في قبضة سفينة إنجليزية عام 1680، ليظل قابعًا في السجون نحو 3 سنوات، وكان مشهورًا حسب الكتب الأجنبية بالذكاء الشديد.
وأوقعت الظروف أمامه جيمس أخو تشارلز الثاني، حيث تدخل لإطلاق سراحه، لتجعل الفترة التى قضاها عبد الله بن عائشة فى بريطانيا على معرفة واسعة بعادات المجتمع الأوروبى، ليخترق بعد ذلك عالم الدبلوماسية ويصبح من أهم السفراء العرب في العالم.
أول أعماله الدبوملوماسية، جاءت بعدما أصبح جيمس الثانى ملكًا، حيث أرسله السلطان المغربى مولاى إسماعيل إلى إنجلترا لتهنئته، إلا أن شهرته الواسعة ومجده جاء بسبب ما حدث في فرنسا، بعدما تم عقد هدنة بين المغرب وفرنسا في يوليو عام 1681، حيث تم افتتاح السفارة المغربية في باريس بقيادة الحاج محمد تميم، ورغم ذلك قطعت فرنسا والمغرب علاقتهما التجارية بعد سنوات قليلة، حتى صادق السلطان المغربي على هدنة مع لويس الرابع عشر لمدة ثمانية أشهر.
هذه الهدنة التي تكللت بالنجاخ، عين على إثرها ابن عائشة على رأس السفارة المغربية فى فرنسا، وحمل السفير رسالة اعتماده، وفيها يلقب السلطان ابن عائشة بـ "قبطان البحر" وذلك فى 17 أكتوبر 1698، وعلى الرغم من محاولة الملك لويس إحالة بعض رجال دولته لمفاوضته، إلا أن ابن عائشة احتج بشدة ورفض أن يبدأ أى مفاوضات قبل أن يتم استقباله من طرف الملك، وقد حدث ذلك.
وحدث ذلك بالفعل حيث، استقبل عبد الله بن عائشة فى قصر فرساى في باريس ووقف مرتديًا لباسه المغربى، ملقىيًا خطبته باللغة العربية أمام لويس الرابع عشر، والتي ترجمت إلى الفرنسية من طرف دولاكروا، فأدهش الفرنسيين بطريقة حواره ونقاشه ودفاعه عن الإسلام.