في ذكرى ميلاد أحمد بدرخان.. ماذا تعرف عن مخرج الروائع وصاحب فكرة إنشاء استوديو مصر؟
الخميس، 18 أكتوبر 2018 07:00 م
لم يكن أحمد بدرخان مجرد مخرج شهدته السينما المصرية في فترة من فتراتها المزدهرة، بل هو رائد من رواد السينما، وكان له فضل تأسيس وإنشاء استوديو مصر، أحد أهم الاستوديوهات وأيقونة الاستوديوهات عبر تاريخ السينما، وشهد تصوير معظم أعمال الكبرى في السينما.
لم يساهم بدرخان المولود في مثل هذا اليوم الثامن عشر من أكتوبر عام 1909، فقط في السينما بإخراج الأفلام، بل كتب السيناريو لبعضها، ونجح في أن يقدم موضوعات متعددة، بعيدة عن الطابع الغنائي، وتنوعت بين العاطفي والسياسي والاجتماعي.
أحمد بدرخان
في كتابه "أحمد بدرخان..أسلوبه من خلال أفلامه" يقول الناقد السينمائي عبد المنعم سعد، أن بدرخان تعلق بالسينما بعدما تردد على سينما كوزمو في عماد الدين، وأعجب بشارلي شابلن، كما تردد على مسرح رمسيس لمشاهدة المسرحيات وحضور بروفاتها، وعام 1930، التحق بمعهد التمثيل، الذي أنشأه زكي طليمات، لكنه لم يكمل الدراسة فيه، والتحق بالجامعة الأمريكية وشارك في نشاط فريق التمثيل، خاصة أن الفنان السوري جورج أبيض كان يتولى تدريب هذا الفريق.
كون بدرخان فريقا للتمثيل أطلق عليه اسم فريق الطليعة، ولعب دور البطولة في مسرحية الأديب التي قدمها على مسرح رمسيس، وراسل معهد السينما في باريس، حيث تلقى منه محاضرات ودراسات في السينما نجح أن ينشر معظمها في مجلة الصباح التي تولى تحرير قسم السينما الإسبوعي بها، كما سافر إلى فرنسا في أول بعثة سينمائية عام 1931، ليعود وقد نال دبلوم في فن الإخراج.
تخصص أحمد بدرخان في إنتاج الفيلم الغنائي وصار رائدا من رواده، وقدم خمسة أفلام لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، كما قدم أفلاما لفريد الأطرش، وأسمهان، ونجاة الصغيرة، ومحمد فوزي ومحمد عبد المطلب وغيرهم.
من خلال كتاباته في السينما نجح أحمد بدرخان أن يلفت انتباه الاقتصادي الكبير طلعت حرب، فطلب منه الأخير أن يقدم له تقريرا وافيا عن إمكانية إنشاء استوديو سينمائي مصري، من تمويل بنك مصر، فكتب بدرخان التقرير مستعينا بمعرفته وثقافته عن الاستوديوهات، إضافة إلى ما زوده بها صديقه نيازي مصطفى الذي درس السينما في برلين.
حينما حاز التقرير على موافقة طلعت حرب، أرسله مؤسس بنك مصر في بعثتين لدراسة السينما في فرنسا وألمانيا، وهناك التقى بدرخان بنجيب الريحاني خلال تصوير فيلم ياقوت أفندي في العام 1934، فعمل مساعدًا لمخرج الفيلم أميل روزيه.
كان بدرخان صغيرًا في السن حينما رغبت أم كلثوم في دخول مجال السينما، يقول الناقد السينمائي حسن إمام عمر، في حلقة من حلقات ماسبيرو زمان: بدأت أم كلثوم مشوارها الفني بفيلم وداد، وهو أول إنتاج لاستوديو مصر عام 1934، ولعبت أم كثلوم بطولة 6 أفلام، ثلاثة منها تاريخية، وفيلمها الأول كان المفروض أن يخرجه أحمد بدرخان، وكلفت أم كلثوم الشاعر أحمد رامي بكتابة القصة، ثم أرسلت القصة إلى أحمد بدرخان وهو في باريس، فكتب لها السيناريو، وعندما عاد من باريس، جلس مع رامي، وكتب الحوار.
الناقد السينمائي الراحل حسن إمام عمر
يقول حسن إمام عمر: للأسف الشديد، قبل التصوير بأيام قلائل، قال أحمد سالم مدير الاستوديو لأم كلثوم: مش معقول أنك تحطي إيديكي في واحد صغير زي أحمد بدرخان ليخرج الفيلم، فاستجابت أم كلثوم لقول أحمد سالم، على الرغم من التعب الذي تعبه بدرخان في الفيلم، وهو ما أصابه بحالة إحباط ويأس، ونحت بدرخان.
يقول حسن إمام عمر: فيما بعد أدركت أم كلثوم أنها أخطأت في حق أحمد بدرخان، فقررت أن يخرج لها باقي الأفلام التي قررت العمل بها، وفعلا أخرج فيلم "نشيد الأمل" و"دنانير" وفيلم "عايدة" أما الفيلم الخامس لأم كلثوم فكان من إخراج منتجه توجو مزراحي.
أم كلثوم
ترك أحمد بدرخان أعمالا مهمة تعتبر روائع السينما المصرية، وهي فيلم "انتصار الشباب" لفريد الأطرش وأسمهان، و"شهر العسل" وغيرها، وفي عام 1944، كون بدرخان مع أمينة رزق، وعبد الحليم نصر، وحلمي رفلة، شركة إنتاج تحت اسم شركة اتحاد الفنانين وقدمت أفلاما مثل "قبلة في لبنان" و"القاهرة بغداد" و"سجين الليل" وعام 1966 أخرج بدرخان تحفة الأفلام الغنائية وأيقونتها على الإطلاق وهو فيلم "سيد درويش".