رسائل بوتين للعالم.. السيسي «كلمة السر» في العلاقات المصرية الروسية
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 07:27 م
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قمة مشتركة في مدينة سوتشي الروسية، خلال الزيارة التي يجريها الرئيس السيسي لروسيا والممتدة لـ3 أيام، أعقبها مؤتمرا صحفيا مشتركا بين الرئيسين، تحدثا خلالها عما أسفرت عنه القمة المشتركة، وهي الزيارة التي تأتي امتداد للسياسة الدبلوماسية الجديدة التي تبنتها مصر منذ نجاح ثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة انفتاح علاقاتها الدبلوماسية التي حددت أطرها مع روسيا والصين، دون التخلي عن علاقتها بحلفائها الآخرين.
التوجه المصري نحو شرق أوروبا، يمثل انعكاسا صريحا للعلاقات الخارجية الجديدة التي ترسمها القاهرة، بعدما دارت في الفلك الأمريكي لسنوات، وأدى إلى تدهور علاقاتها مع أغلب الدول بسبب تضاؤل الدور الذي تلعبه القوى الدولية والإقليمية مقارنة بالدور الأمريكي الذي هيمن على المشهد السياسي العالمي، إلا أن مصر 30 يونيو، كانت على دراية برسم الخريطة المستقبلية للقوى الدولية في الشرق الأوسط، خاصة وأن هناك ارتباط وثيق بنجاح ثورات الربيع العربي مع أمريكا والذي تم نفيذه وفقا لرؤية الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس، والتي عملت على تمكين الجماعات والتيارات الإسلامية من زمام الأمور في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وترسيخ دعائم الفوضى بالمنطقة لتضمن تنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية وفقا لخريطة سايكس بيكون.
الرئيس السيسى ونظيره الروسى
اخذت العلاقات المصرية الروسية، مراحل تطور ناجحة على مدار الأربع سنوات ونصف الماضية، وذلك منذ الزيارة الأولى التي أجراها الرئيس السيسي إلى موسكو في فبراير 2014 وقت أن كان وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس عدلي منصور المؤقتة، وهي التي أخذت على عاتقها فتح أفاق تعاون دولي جديد على صعيد السياسة الخارجة المصرية، وتحديدا في المجالات العسكرية والاقتصادية، حتى اتسمت بالقوة على مدار السنوات الأربع والتي أعطت الفرصة أمام زيادة التبادل التجاري وتطور التعاون الاقتصادي بأكثر من 20%. خلال العام 2017، والسعي الدائم بين القاهرة وموسكو لتطوير التعاون في مجالات الصناعة المختلفة وفي مقدمتها المدينة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية في قناة السويس، باعتبارها فرصة لتغذية الأسواق الأفريقية بمنتجاتها، وتوطين الصناعات بهذه المنطقة الواعدة بما يسهم في نقل التكنولوجيا وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب في مصر، إلى جانب التعاون المشترك في إتمام مشروعات الضبعة النووية.
الرئيس السيى فى روسيا
وفي قمتهما الأخيرة تضمنت كلمة الرئيس الروسي، عدد من الرسائل الهامة التي بعث بها إلى العالم، للتأكيد على قوة العلاقات المصرية الروسية والتي يترتب عليها تحديد مستقبل التطورات للأزمات الواقعة في منطقة الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية والمشتركة، وتوسيع التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتبادل التجاري والصناعي ومناخ الاستثمار والقطاع السياحي، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها سبل مواجهة الإرهاب، والتوصل إلى حلول سلمية لأزمات المنطقة، والتي كان من أبرزها، تأكيد بوتين، على الأهتمام الذي توليه بلاده بشأن تطوير العلاقات الوثيقة مع مصر، في شتى المجالات وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين القاهرة وموسكو، إلى جانب التأكيد على التواصل المستمر بين البلدين لدفع وتطوير العلاقات الثنائية، وكانت رسالة تأكيد على المستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، وما شهدته من دفعة قوية خلال الفترة الماضية، خاصة مباحثات وزيري خارجية ودفاع روسيا ومصر بصيغة 2+2، مما يعكس أهمية المباحثات بين البلدين، والتي تؤكد طابع المتميز الذي تتسم به العلاقات المصرية الروسية، والتي وصلت إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين الجانبين.
كلمه الرئيس السيسى امام مجلس الاتحاد الروسى
حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى المساعي الإيجابية بين موسكو ومصر لاستىناف الرحلات الجوية إلى الغردقة وشرم الشيخ مرة أخرى في وقت قريب، يشير إلى التفاهم المشترك بين البلدين لإنهاء الموضوعات المعلقة، وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية وقيادتها السياسية استطاعت إرثاء قواعد الاستقرار الأمني في الشارع المصري ونجحت في حربها ضد الإرهاب، مما يفسح المجال أمام إعادة مصر مرة أخرى على الخريطة السياحية ورفع حظر السفر السياحي إليها التني كانت وضعته بعض الدول فور وقوع حادث تفجير الطائرة الروسية في شرم الشيخ في اكتوبر 2015.
وعلى المستوى الإقليمي، فإن تصريحات الرئيس بوتن، تؤكد على التنسيق القائم بين القاهرة وموسكو، على صعيد القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والتي أبرزت دور مصر الإيجابى في النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في الملف السوري والليبي، وحرصها على التوصل إلى حلول سياسية لتلك النزاعات الدائرة والتوصل فيها إلى حلولا سياسية سلمية تضمن سلامة تلك الدول واستقرارها.