شارعا "البنا وسيد قطب في دمنهور" ليس الأولين.. شوارع غيرت أسماءها الإرهاب والدم
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 01:00 م
أصداء أزمة إطلاق أسماء أقطاب جماعة الإخوان الإرهابية، حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، وسيد قطب، المنظر الأول لسياسة الإغتيالات فى العصر الحديث، على عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة دمنهور، مستمرة حتى تلك اللحظة خاصة مخاطبة اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة الحالي، إدارة الأحوال المدنية بالبحيرة لإبلاغه رسمياً أنه قد تم تغيير أسماء الشوارع إلى شارع المشير أبو غزالة وشارع المستشار عدلى منصور.
العديد من أبناء الشعب المصرى من يقطنون فى شوارع لا يعرفون أسباب تسميتها بالأسماء التى هى عليها رغم حياته وذكرياته التى قضاها ولازال يعيشها، الغريب أن هذه الأسماء بمثابة الشخصيات التاريخية المؤثرة، ولكننا نعلم الإسم دون أن نعلم سيرة شخصيته، مثل شوارع: «نصوح باشا، وأحمد باشا عبد الوهاب، والأزبكية، وابن سندر، وطومان باى، وابن قلاوون»، حيث كان الغرض من تسمية الشوارع بأسماء أصحابهم هى تخليد ذكراهم وأسمائهم، وإنما مع مرور السنوات، لم يتبقى غير الإسم فقط.
ظاهرة إطلاق أسماء لشوارع المحروسة بدأت فى الأساس في عهد محمد علي باشا، إلا أنه قبل حقبة محمد على كانت الشوارع بلا مسمى يُذكر حيث كانت تُعرف بأسماء أصحاب المهن المنتشرين بها أو بأسماء الجوامع أو بأسماء القبائل، لذلك نجد فى كثير من الأحيان أسماء شوارع في حي وسط القاهرة على غرار «السماكين، والفحامين، والمغربلين»، كما أن هناك شوارع معروفة منذ القدم بأسماء الأسواق مثل: «سوق السلاح، وسوق الليمون»، كما أن هناك أسماء شوارع اشتهرت بأسماء الطعام والشراب والحيوانات مثل: «عطفة الماعز، وقفص اللوز».
اقرأ أيضا: بعد نشرها بـ"صوت الأمة".. أزمة إطلاق أسماء أقطاب الإخوان على شوارع دمنهور تصل مكتب النائب العام
شارعى البنا وسيد قطب
ومع تطور الأزمنة خرجت الهندسة المعمارية من حيز المدن والمناطق إلى حيز «الشوارع» المنفصلة عن بعضها البعض كما حدث فى عصر الخديوى إسماعيل، الأمر الذى بدأ معه تسمية شوارع مصر بطريقة عشوائية غير منضبطة أو منظمة فقد عانت الأحياء القديمة من أسماء شوارع غريبة ليس لها أصل يُذكر، فهناك مناطق وشوارع تم إنشاؤها لا يعرف أحد لماذا أُطلق عليها هذا الاسم، منها على سبيل المثال نرصد أسماء شوارع لازال ليس لها إجابة لأسمائها منها: «درب أبو لحاف، وبركة الفيل، وغشلاق، وشارع اليكنية، والبلاقسة» حيث أن كل ما يذكر عنها عبارة عن خرافات ليس لها أصل.
شارع سليم الأول
وفى الحالة التى نحن عليها الآن وهى مخاطبة اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة الحالي، إدارة الأحوال المدنية بالبحيرة لإبلاغه رسمياً أنه قد تم تغيير أسماء شارعى حسن البنا وسيد قطب إلى شارع المشير أبو غزالة وشارع المستشار عدلى منصور، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التى يتغير فيها أسماء شوارع مصر، فقد سبق أت تقدم الدكتور محمد صبرى الدالى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بتغيير اسم شارع أول مستعمر عثمانى-تركى لمصر«سليم الأول»، الذى افقدها استقلالها وجعل منها مجرد ولاية عثمانية فضلاَ عن قتله آلاف المصريين.
شارع سليمان باشا الفرنساوي
وفى عهد الخديوى إسماعيل شُيدت عدد من العمارات بشوارع أُقيمت على الطراز الأوربى، وعقب الإنتهاء من تشيدها أطلق الخديوي إسماعيل على كل من الميدان والشارع اسم سليمان باشا، نسبة إلي سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري إبان عهد محمد علي باشا تكريما له، وتم إنشاء تمثال له بوسط الميدان.
هذا الشارع المعروف وقتها بسليمان باشا الفرنساوي ظل محتفظا باسمه حتى ثورة يوليو 1952، فأزالت اللوحة أو اللافتة التي تحمل اسم الشارع بطريقة غريبة واقتلعت التمثال، وانشأت بدلا منه تمثال لعامل يرمز إلى الصناعة إلى إن تم اقتلاعه هو الأخر ووضع تمثال للاقتصادي العظيم طلعت حرب ليصبح هو اسم الشارع.
شارع آل حمد آل ثان
اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة الأسبق، سبق له أيضاَ تغيير اسم شارع آل حمد آل ثان «القطرى» ببولاق الدكرور، ليصبح شارع الشيخ إبراهيم نافع، وذلك بعد طلبات تقدم بها أهالى المنطقة، بعد حالة الغضب الشعبى المصرى من دولة قطر الداعمة للجماعات الإرهابية التى تهدد استقرار وأمن مصر.
تغيير ميدان رابعة العدوية
ولا يفوتنا أن نذكر تغيير اسم ميدان رابعة العدوية، وذلك بعد قرار مجلس الوزراء لـ «الشهيد هشام بركات»، الذى استشهد على يد جماعة الغدر والخيانة في شهر رمضان المبارك، بعد تفجير موكبه بشارع عمار بن ياسر بمنطقة مصر الجديدة.
اقرأ أيضا: التفاصيل الكاملة لقائمة أحكام تفجيرات الكنائس من الوفاة لـ«الإعدامات» (مستند)
خطوات تغير أسماء الشوارع
أما السؤال الذى يطرح نفسه خلال فترة تناول الأزمة التى فجرتها «صوت الأمة» عن أسماء شوارع مصر التى يُطلق عليها أقطاب جماعة الإخوان هو..هل من الممكن لأى مواطن أن يقوم بتغير إسم الشارع؟، أو بمعنى أدق ما هى الإجراءات والخطوات القانونية لتغيير أسماء الشوارع؟.
وللإجابة على هذا السؤال، حدد ميشيل إبراهيم حليم، الخبير القانونى والمحامى بالنقض، فى تصريح لـ«صوت الأمة» الخطوات والإجراءات القانونية الواجب توافرها لتغيير أسماء الشوارع على سبيل المثال لا الحصر كالتالى:
1-دعوي فى القضاء الإداري.
2-المكان تحديداَ: فض منازعات مع المحافظ ووزير التنمية المحلية.
3-موضوع الدعوى: الزامهم بتغير إسم الشارع.
4-السند: تأسيساَ أن القضاء اعتبر دول جماعة إرهابية.
5-البديل: تسمية الشوارع بأسماء الشهداء.
6-تحرك الدعوى: للمفوضين لأخذ الرأي.
7-المفوضين بعد انتهاء عملهم وابداء الرأي سيتم تحديد جلسة أمام المحكمة الموضوعية.
8- المحكمة تقضى بحكم واجب النفاذ من أول درجة، لأن الأحكام الصادره من أول درجة بالقضاء الاداري واجبة النفاذ حتي لو تم الطعن عليها.
9-يجوز للحكومة ممثلة في هيئة قضايا الدولة أن تطعن على الحكم الصادر.
شوارع شهداء القوات المسلحة والشرطة
فيما قال أشرف سعيد فرحات، المحكم الدولى والمحامى بالنقض، أن مسألة تغيير اسماء شوارع المحروسة أمر تختص به المحافظة والوحدات المحلية، فقد تم تغيير أسماء شوارع كثيرة خلال الفترة الماضية بناءآ علي طلب الأهالي مثل شارع سليم الأول والذي قتل الآلاف المصريين وقت دخول العثمانيين مصر إلي شارع «طمان باي» الحاكم المملوكي وقتها والذي كان يدافع عن مصر وشعب مصر وتم قتله والتمثيل بجثته.
عملية تغيير أسماء الشوارع-وفقا لـ«فرحات» فى تصريح خاص لا يتم من خلال أحد الأفراد وإنما غالبآ يكون عن طريق مطلب جماهيري يتم طرحه علي نواب البرلمان وعلي المحافظين بإستمرار، حيث أن هناك لجنة التسميات بالمحافظات كل محافظة علي حده برئاسة المحافظ ويحضر فيها قيادات المحافظة من مدير مديرية الإسكان و ممثلى وزارتى الداخلية الدفاع و السكرتير العام المساعد، وممثلو هيئة البريد والتربية والتعليم والأبنية التعليمية وعدد من قيادات المحافظة.
وبحسب «فرحات»-أطلقت الدولة خلال الفترة الماضية أسماء شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة على عدد من المدارس والمحاور والشوارع الجديدة في مصر حيث أن ذلك يأتى يأتى عرفاناَ وتقديراَ من المحافظات كل محافظة على حده لما بذلوه من عطاء وتضحية في سبيل الوطن وتخليداً لذكراهم وفخراً للمدارس بإطلاق أسماء شهداء الوطن عليها.