على طريقة «شاى أبو الأصول».. خباز إيطالى حاول غش عملائه فصنع «نوتيلا»
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 09:28 م
لن ينسى أحدنا فيلم «الكيف» للراحل الفنان محمود عبد العزيز والفنان القديم يحيى الفخرانى والراحل جميل راتب، ففي مشهد جمع الفنان جميل راتب مع يحيى الفخراني، وهو يحاول فيه إقناعه بعمل خلطة المخدرات «المضروبة» لبيعها للناس، مؤكداً له أنه الناس تحب الخلطة رغم أنها فى الأساس «مضروبة».
وروى له حكايته فى تجارة الشاي، فقد كان يغشه بنشارة الخشب وحقق من ذلك مكاسب كبيرة وأسماه «شاى أبو الأصول» وكان يبيع من هذا المنتج الكثير وحقق ثروة طائلة من ذلك، وبعد أن قرر أن يبيع الشاى دون نشارة الخشب بعد أن زاد سعرها من قبل النجارين وأصحاب الورش، امتنع الناس عن شراء الشاى وقالوا أنه أصبح مضروب، وقال له «فلست وخسرت كل فلوسي».
وعلى غرار «شاى أبو الأصول»، صُنعت النوتيلا لأول مرة العالم على يد الخباز الإيطالي وصاحب أحد المخابز ميشيل فيريرو، فبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية 1944، كان مخبزه يصنع الخبز المغطى باليشكولاته، وكان يبيع منه كميات كبيرة حتى أصبح له زبائن ثابتة وعملاء تأتى له من كل أنحاء إيطاليا مما جعله مشهوراً وبدأ هو وزوجته _شريكته فى العمل بالمخبز_ في جنى الكثير من الأموال من هذا العمل.
مرت عدة سنوات والحال كما هو، يبيع ميشيل خبزه المغطى بالشيكولاتة والأشبه بالكرواسون للعملاء الذين يزيدون يوماً بعد يوم، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء وسقوط ألمانيا واليابان وإيطاليا وحلفائهم، بالإضافة إلى سقوط ومقتل موسوليني بعد القضاء على الفاشية، انتشر الفقر فى كل أنحاء أوروبا، وضرب الركود عملية البيع والشراء، وزاد سعر جميع المنتجات من بينهم الشيكولاتة التى كان يشتريها ميشيل ويغطى بها خبزه.
فكر ميشيل وزوجته طويلاً لإيجاد حل لتلك الورطة، فمن غير المعقول أن يجعلا تلك الظروف التى تمر بها البلاد أن تمنعهم من الاستمرار فى تحقيق النجاح الذى وصلا إليه، حيث خطرت فكرة على بال ميشيل، وهى أن يحضر بعض البندق ويطحنه ويضعه على الشيكولاتة بعد أن تخرج من النار، ومن ثم يضعها فوق الخبز الذى ينتجه من مخبزه، وبالفعل فعل ذلك بمساعدة زوجته وعرضها للبيع، امتنع الناس فى بداية الأمر عن شرائها لتغير لون الشيكولاتة.
ومع أول تجربة من أحد عملاء المخبز، انبهر بنوع الشيكولاتة الموضوعة فوق الخبز، وانتشر بعدها أخبار المخبز ومدى جماله وحلاوة طعمه، وزاد العملاء أضعاف حتى أن هناك عملاء كانت تأتى من خارج ايطاليا من أجل الحصول على هذه الشيكولاتة الجديدة التى اخترعها ميشيل وزوجته.
بعد كل هذا النجاح، قرر ميشيل تأسيس أول شركة تحمل اسم «نوتيلا»، وهو نوع الشيكولاتة الجديدة التى اخترعها فى مخبزه، حتى أصبحت أحد أكبر الشركات فى العالم، وأصبح ميشيل من ورائها أغنى رجل فى إيطاليا، حيث تنازل فيما بعد عن رئاسة الشركة لصالح ابنه جيوفانى.