فضائح اجتماعات عمومية حزب النور: التيار السلفي يعود للنشاط السري
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 09:00 م
يبدو أن التيار السلفي عاد إلى السرية من جديد، متبعا نفس أسلوب جماعة الإخوان، رغم وجود حزب النور الذي يمثل الذراع السياسية للدعوة السلفية، ووجود نواب له في البرلمان، إلا أن التيار السلفي عاد إلى ممارسة هوايته في عقد اجتماعاته وجمعياته العمومية في سرية تامة.
اللافت في واقعة عقد حزب النور السلفي، لجمعيته العمومية في سرية تامة، أن أعضاء في الحزب أنفسهم لم يكونوا على علم تلك الجمعية العمومية وهو ما يمثل سابقة كبيرة، من شأنها أن تحدث أزمة كبرى داخل الحزب السلفي، أكبر من الأزمة التي نشبت بعد خسارة النور في الانتخابات البرلمانية الماضية.
سبقت هذه الواقعة، واقعة أخرى بشأن الجمعية العمومية التي أقامتها الدعوة السلفية للإطاحة بعدد من شيوخها التابعين لياسر برهامي، بل إن معظم اجتماعات الهيئة العليا لحزب النور أصبحت تتم بشكل سري دون معرفة أحد، وسط غضب شديد بين قواعد التيار اللسفي بعد الفشل الكبير الذي مني به حزب النور خلال الفترة الماضية.
سرية الجمعية العمومية لحزب النور كشفها، محمود عباس، القيادي السلفي، وعضو الهيئة العليا السابق عن الحزب، الذي قال في تصريحات له عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: في سرية تامة عقد حزب النور جمعيته العمومية وادعى أنه أعلن عنها في مقراته ويكذب ذلك بعض الأعضاء أنهم لم يعلموا بها وهذا ليس له إلا أمرين، إما عزوف الأعضاء عن الذهاب لمقرات الحزب لأنهم وجدوها مكلمة على الفاضي ولذلك لم يعرفوا بميعاد الجمعية حتى التواصل بين الأعضاء مفقود و إما انهم لم يعلنوا عن الجمعية الا بطريقة سرية حتى لا يعلم بها الا من يريدونه أن يحضر بالفعل وحتى يبتعدون عن الصحافة التي تفضحهم وهذه طريقة مكررة منهم من قبل.
وأضاف القيادي السلفي، أن الجمعية العمومية شهدت تجديد الثقة بيونس مخيون حتى يظل الحزب في يد ياسر برهامي حيث إن مخيون رئيس صوري للحزب في ظل سيطرة برهامي على كل صغيرة و كبيرة في الحزب و لا يقدر مخيون إصدار أي قرار مهم دون الرجوع لبرهامي و الهيئة العليا كذلك.
هذه الخطوة أثارت حالة جدل كبيرة داخل التيار السلفي، خاصة بعد هيمنة ياسر برهامى وتياره على الحزب بشكل كامل، حيث علق الداعية السلفي، حسين مطاوع على ما فعله حزب النور، قائلا، إنه ليس مستغربا على حزب مثل النور فعل ذلك فهذا الحزب كان تأسيسه من الأصل على ذلك، فقبل الثورات كانوا يحرمون الديمقراطية ويعتبرونها كفرا ومن يمارسها يدخل في هذا الحكم وهذا مسطورا في كتب ياسر برهامي وسعيد عبدالعظيم، ثم بعد الثورات تحولت الديمقراطية عندهم إلى وسيلة مشروعة لغاية كبيرة هي دخول البرلمان والسيطرة عليه وما هذا إلا لسعي هؤلاء لنيل المناصب الدنيوية وإن كانت على حساب الدين.
وأضاف الداعية السلفي، في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة، أن لجوء حزب النور لعمل الجمعية العمومية للحزب في السر أكبر دليل على خطر هؤلاء على الدولة المصرية فهم الوجه الآخر للإخوان وهم بالنسبة لهم حصان طروادة الذي يستخدمه الإخوان للعودة للمشهد السياسي من خلالهم.
وتعليقا على عودة التيار السلفي للنشاط السري، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، إن الأحزاب الدينية أصبحت تلجأ إلى تلك الحيلة لتصعيد عناصر متفق عليهم مسبقًا وحرمان آخرين ليسوا على هوى القيادات أو المشايخ. وأضاف الباحث الإسلامي، أن من يريدون تصعيدهم من قبل التيار السلفي يتم إخبارهم سرا بالموعد والآخرين يحرمون من المشاركة فيظهر إقصاؤهم وكأنه خارج عن إرادة الحزب وحدث لتخلفهم عن الحضور ولعدم مشاركتهم.