باريس تطلق اسم كاتب جزائري على أحد الشوارع.. أين أسماء الأدباء في شوارعنا؟

تكريما لأحد عمالقة الأدب الفرانكفوني، أطلقت إحدى بلديات العاصمة الفرنسية باريس، اسم الكاتب الجزائري الشهير، كاتب ياسين، المولود عام 1929، والمتوفي عام 1989، على حديقة تقع بمقر البلدية، وأكد رئيسها أن هذه الخطوة، تأتي لتكريم كاتب ياسين، الذي ناضل طيلة حياته لتجسيد مبدأ المساواة .

المسرحي الجزائري كاتب ياسين

وفي مصر، تقدم أول من أمس السبت، أحد المحامين ببلاغ للنائب العام، يشكو فيه وزير التنمية المحلية، ومحافظ البحيرة بصفتهما، ويتهمهما بمخالفة قواعد ومقتضيات العمل بعدم تفعيل قرار تغيير أسماء شارعي حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، وسيد قطب المنظر الأول للجماعة والتطرف في المحافظة، وقُيد البلاغ برقم 11317، عرائض النائب العام، مستدلا على أسماء الشوارع بمطالعته بعض عناوين بطاقات الرقم القومي لعدد من المواطنين بمحافظة البحيرة، وتبين أنهم يقطنون في شوارع تحمل أسماء سيد قطب وحسن البناء.

نجيب محفوظ..

عاش هنا

والحقيقة أن تسمية الشوارع في مصر يبدو عشوائيا وعجيبا، ويحمل أسماء رموز أساؤوا للهوية المصرية، وابتذلوها، على غرار تسمية اسمي حسن البنا وسيد قطب، والباحث على "جوجل ماب" خرائط جوجل، سيجد العديد من المواضع تحمل اسم مؤسس جماعة الإخوان في محافظات مصر، فسيجد شارعا في القليوبية، وآخر في المرج، وثالث في الخانكة.

ومن أكبر الدلالات على فوضى اختيار أسماء الشوارع في القاهرة، ما نجده في منطقة الزيتون، من تسمية شارعين متوازيين باثنين من الغرماء التاريخيين، هما سليم الأول، وطومان باي، ومعروف أن الأول هو الغازي العثماني، الذي احتل مصر عام 1517، وأعدم آخر السلاطين المماليك طومان باي، وعلق جثمانه على باب زويلة، ولحسن الحظ أن استفاقت محافظة القاهرة لهذا الخطأ الذي استمر سنوات، وحذفت اسم سليم الأول في فبراير هذا العام.

والباحث عن أسماء الأدباء في شوارع مصر، سيجد شارعين أو ثلاثة، ففي القاهرة هناك شارع باسم عملاق الأدب العربي عباس العقاد في مدينة نصر، وفي المهندسين، هناك شارع آخر باسم نجيب محفوظ في العجوزة، حيث عاش، وفي منطقة السيدة زينب، هناك شارع باسم الروائي الراحل يوسف السباعي، ولا يمكن حصر كافة الشوارع التي تحمل أسماء أدباء نظرا لصعوبة البحث عن شارع شارع، أو صعوبة البحث في تقنية خرائط جوجل، لكن تكريم الأدباء بإطلاق أسمائهم على الشوارع التي أقاموا فيها، أو سكنوا، أو مسقط رؤوسهم تسير ببطء، وربما كان أنشط هذه المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة، هو مبادرة "عاش هنا" التي نفذها جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، برئاسة محمد أبو سعدة، الذي كشف الشهر الماضي، أن المبادرة نجحت في توثيق وتكريم 200 فنان، في جميع المجالات، الأدبية، والموسيقية، والفنية، فوثقت المبادرة مقر سكن الفنان عماد حمدي في 31 شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين، بالجيزة، والكاتب الصحفي الراحل لويس جريس في 22 شارع متحف النيل بالمنيل وغيرهم.

ومن المنتظر أن تتحرك وزارة الثقافة بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، ومجلس الوزراء، لإطلاق أسماء الأدباء والمبدعين، والفنانين الكبار الراحلين منهم ومن هم على قيد الحياة، في مناطق مختلفة من القاهرة والمحافظات، مما يوفر معلومات للمواطنين عن هؤلاء الرموز، ويخلد ذكرى ما فعلوه من أجل الوطن، وما قدموه من جهد للتنوير، وزيادة الوعي، ومحاولات لانتشال البلد من ظلمات الظلاميين وناشري الفكر المتطرف.