زيارة رئيس الوزراء كشفت الواقعة.. لصوص «دعم الإسكان» في مرمى نيران النواب
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 09:00 ص
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مشروع تطوير مداخل مدينة 6 أكتوبر، وتطوير طريق الواحات الفيوم في نطاق المدينة – القطاع الثاني، وكشفت هذه الزيارة عن العديد من الحقائق الصادمة التي دفعت نواب البرلمان للتحرك لحماية مخصصات الدعم الموجهة لمحدودي الدخل.
من جانبه، أكد النائب محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن ما كشفت عنه زيارة بوجود سماسرة يبيعون عددا من وحدات الإسكان الاجتماعي، ما دفع مسؤولي جهاز أكتوبر، لاستدعاء الأمن للتعامل معهم.
وطالب «زين الدين»، في طلب إحاطة قدمه للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، بإجراء مراجعة شاملة لجميع مشروعات وحدات الإسكان الاجتماعي بمختلف المحافظات والمدن على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن هذه الواقعة خاصة كشفت أن هناك اكثر من 160 وحدة سكنية مخصصة لمواطنين ومعروضة للبيع بواسطة سماسرة.
وتابع: هذا الأمر يؤكد أن أموال الدعم المخصصة للإسكان الاجتماعي، التي تصل لمئات المليارات من الجنيهات، تذهب الى غير مستحقيها، وهو ما يعد إهدارًا للمال العام، متهما مسئولي المدن والمجتمعات العمرانية أنهم وراء إهدار هذا المال.
وأكد وكيل نقل النواب، أن متابعة وصول الدعم لمن يستحقه في هذه الوحدات هو مسئولية هذه الجهات، مطالبا بحصر شامل لهذه الوحدات وبأسماء الحاصلين عليها وأسماء المتواجدين بها لمعرفة جميع الحقائق حول هذا الملف.
النائب محمود الصعيدي عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بدوره طالب بالمزيد من الجولات التفقدية للمسئولين لكشف حالات إهدار المال العام، مؤكدًا أن قطاعات الدولة بها سيولة مالية غير مستغلة وبها بعض القطاعات يتم إنفاق الأموال فيها بغير حساب، وهو ما يتسبب سنويًا في زيادة عجز الموازنة العامة للدولة ويؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة للجميع سواء المواطنين أو الحكومة، وتفادي إهدار المال العام يمكن أن يوفر للدولة ما لا يقل عن 30 مليار جنيه من الأموال التي يتم تخصيصها في الموازنة العامة دون أن يتم استخدامها بالشكل الصحيح.
وأضاف الصعيدي، في تصريح لـ «صوت الأمة»، أن قطاعات النقل والمواصلات التابع للدولة بها الكثير من الإهدار وهو ما لا يحتاج لتقارير رقابية فالجميع يرى حالات التسيب التي تظهر من وقت لأخر في فروعه في المحافظات من مزلقانات وعربات متهالكة لا يتم الاستفادة بها وقطع غيار في المخازن غير مستخدمة بينما القطارات تعاني من تهالك بالإضافة إلى عدم قيام العمالة بدورهم على أكمل وجه وانتشار المحاباة والمحسوبية بخلاف باقي قطاعات النقل والمواصلات سواء البري أو البحري.
ولافت إلى أن الانتقاد والمصارحة والمكاشفة هي منهج الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعالجة الأمور لأنها الطريقة العملية الواقعية لمواجهة كل فرد في المجتمع بمشكلاته والعمل سويًا لحلها وتصحيح أخطاء الماضي.
وتابع: «كذلك الحال مشروعات الإسكان لا يختلف الوضع كثيرًا عن النقل والمواصلات، فيبدو أن الضمير لدى البعض انعدم أو أصبح سلعة نادرة الوجود ولذلك ندعم الحكومة من أجل وقف الفساد، وعليها تفعيل الأدوات العقابية لردع المتورطين في الأعمال المخالفة للقوانين ولحماية مستحقي الدعم، فحتى الآن ومنذ عشرات السنين نسمع عن وصول الدعم لغير مستحقيه، ومع ذلك لايزال يصل إليهم ويضيع على المحتاجين الحقيقيين، فلا نريد أن يتم هدر مشروع الدولة في الإسكان الاجتماعي منخفض السعر في عمليات فساد ممنجهة من قبل البعض، لأن مشروعات الإسكان الاجتماعي لها أهداف عديدة أغلبها اجتماعي اقتصادي.