أبشع جريمة اغتصاب في التاريخ.. مليونا ضحية ونصف مليون طفل غير شرعى بألمانيا

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 02:00 ص
أبشع جريمة اغتصاب في التاريخ.. مليونا ضحية ونصف مليون طفل غير شرعى بألمانيا
إسراء بدر

فى الصباح الباكر جلس رجل أربعينى يحتسى قهوته، وهو يتصفح الجرائد اليومية، وعندما وصل إلى صفحة الحوادث تألم قلبه من حوادث الاغتصاب المتكررة فى أماكن عديدة وتخيل إذا ما كانت إبنته تتعرض فى يوما ما إلى مثل هذا الحادث الأليم.

ولكن إذا تألمت بقراءة أو سماع حادث اغتصاب فتاة، وحاولت البحث عن أبشع جرائم الاغتصاب تجدها حدثت فى البلاد التى تدعى حاليا احترام حقوق الإنسان وحريات المرأة، وهذا الأمر ليس مجرد أحاديث متداولة بل ظهرت فى كتب كبار المؤرخين الأجانب، ولعل أكبر عملية اغتصاب حدثت فى التاريخ كانت فى ألمانيا خلال المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، عندما دخلت قوات التحالف واحتلت المناطق الألمانية.

a928d4e9-1428-4573-87f3-22b2e2fa285b

فالجنود الذين دخلوا إلى ألمانيا لم يكتفوا بالحرب القتالية ولكنهم أبدعوا فى الحرب النفسية، فاغتصبوا مئات الآلاف السيدات والرجال والأطفال، ومن أهم الكتب التى دونت هذه الجريمة البشعة هو كتاب "عندما أتى الجنود" للمؤرخة الألمانية مريام جيرهارد والتى أكدت فى كتابها أن عدد ضحايا الاغتصاب فى هذه الفترة يقترب من 2 مليون حالة.

كان الجنود المعتدين على الأهالى بالاغتصاب من أصول أمريكية وبريطانية وفرنسية وبلجيكية إلى أن سارعت القيادة العسكرية السوفياتية لضبط الوضع بعد سنوات قليلة من احتلال الجزء الشرقى من ألمانيا ونفذت أحكاما صارمة بالفاعلين.

بدون-عنوان-131-500x260

إلا أن الأمر كان أصعب مما تتخيل بالنسبة للمجنى عليهن، حيث كان يتم إرسال المعتدى عليهن إلى المستشفيات وبعدها يعاقبن بتهمة إقامة علاقة مع رجل غريب رغم أن كل الإثباتات الجنائية والكشوف الطبية تثبت تعرضهن للاغتصاب، لذلك كانت تضاعف معاناة المجنى عليهن.

 

كما أن هناك الكثير من الفتيات والسيدات أقبلن على الانتحار خوفا من الوقوع فريسة بين أيدى المغتصبين، فضلا عن تعرض الكثير من السيدات إلى عمليات اغتصاب متكررة وصلت إلى 70 مرة وهو ما نتج عنه وفاة أكثر من 200 ألف سيدة نتيجة الأمراض والالتهابات بسبب الاغتصاب المتكرر.

وخلال الأشهر التالية للحرب العالمية الثانية أجبرت نسبة كبيرة من النساء للتوجه إلى المستشفيات لإجراء عملية الإجهاض، حيث كانت المستشفيات تجرى يوميا عمليات إجهاض للنساء الألمانيات.

1cbe5353-6591-44c2-87d5-0d7e9e8f3a1d_16x9_1200x676

وأشارت المؤرخة إلى أنه فى تقديرها أن من 4 إلى 5% من الولادات التى تمت خلال فترة الاحتلال وحتى أوائل الخمسينات ناتجة عن عمليات الاغتصاب حيث وصل عدد الأبناء الغير شرعيين إلى نصف مليون ولد وفتاة، وهو ما نتج عنه آلام نفسية للسيدات وأطفالهن نتيجة الاغتصاب أيضا، فكل طفل كان يبحث عن أبيه وهو كان من المستحيل الوصول إليه، مما اضطر الكثير من الأمهات إخبار أطفالهن بحقيقة الأمر وهو ما أثر نفسيا على الأطفال.

 

وفى بداية أغسطس عام 1945 تراجعت نسبة عمليات الاغتصاب بعد تدخل القيادة العسكرية السوفياتية لضبط الوضع ومع بداية عام 1948 عرفت عمليات الاغتصاب نهايتها بشكل تام على إثر عودة الجنود السوفيت نحو معسكراتهم ومغادرتهم للمناطق السكنية.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق