علاج في متناول يدك ولا تعرفينه.. سر الدواء الشهير المكافح لمرض سرطان الثدي

خلال الشهر الجاري يحتفل العالم بشهر التوعية بمرض سرطان الثدي. وجاءت فكرة تخصيص أكتوبر بكامله لمواجهة هذا المرض في ضوء نسب انتشاره الواسعة وآثاره الصحية القاسية.

 

بحسب الدراسات البحثية والأرقام الرسمية فإن واحدة من كل 8 سيدات تُصاب بمرض سرطان الثدي، ومع قلة الوعي بالمرض وضرورة فحص الثدي ذاتيا بشكل دوري قد يُكتشف المرض في مرحلة متأخرة، ليصبح علاجه صعبا. إذ تتوقف فرص الشفاء على مرحلة اكتشاف المرض.

 

المشكلة أن سرطان الثدي قد يعود لمهاجمة المريضة نفسها بعد اكتشافه وعلاجه والشفاء منه. وبجانب الاحتياطيات العملية الممكنة بالفحص الدوري والمتابعة الطبية، فالمدهش أن هناك دواء عاديا يتوفر في كل الصيدليات، قد يكون أداة فعالة في مواجهة سرطان الثدي ومنع ظهوره مرة أخرى.

 

إحدى الدراسات الحديثة وجدت أن هناك نوعا من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام يملك أثرا فعالا في مكافحة المرض وحصاره وتقليل فرص مهاجمته للمريضة نفسها مرة أخرى. وبحسب موقع MedicalNewsToday الطبي الأمريكي، أوضح الباحثون الذين أجروا الدراسة أن الخلايا الجذعية السرطانية، المعروفة علميا بـ"الخلايا البادئة للورم" تقاوم أنواع العلاج المتوفرة حاليا، وتلعب دورا قويا ومهما في تكرار الإصابة بالورم الخبيث، بشكل يُمثّل إزعاجا كبيرا وتحدّيًا ضخمًا فيما يخص علاج سرطان الثدي.

 

الباحثون التابعون لجامعة سالفورد البريطانية اكتشفوا من خلال دراستهم ضيقة النطاق أن المضاد الحيوي الشهير "دوكسيسيكلين" يملك أثرا فعالا في قتل الخلايا الجذعية السرطانية، أو الخلايا البادئة للورم.

 

الدراسة التي شملت 15 مشاركة اكتشفت حدوث انخفاض واضح في الخلايا السرطانية مع تناول المضاد الحيوي الشهير. ورغم قلة حيز الدراسة وعدد المشاركات فإن النتائج تظل مهمة فيما يخص الآثار الفعالة لعقار "دوكسيسيكلين" على الخلايا البادئة للأورام السرطانية. ما يُعني أن الدراسة قد تدخل حيز التجارب السريرية قريبا.

 

كان المعتاد أن يصف الأطباء الأخصائيون عقار "دوكسيسيكلين" لعلاج حالات مرضية معينة تتسم بالصعوبة أو الضراوة، أهمها الكلاميديا والالتهاب الرئوي والزهري والتهاب الجيوب الأنفية والكوليرا ومرض لايم. وبالنتائج الجديدة الخاصة بمقاومته للخلايا الجذعية السرطانية ودوره في كبح جماح تكرار الإصابة بمرض سرطان الثدي، يبدو أن العقار الشهير سيصبح أكثر شهرة وانتشارا في المستقبل القريب.