الجماعة تأكل أصحابها.. قيادي إخواني يُحمل أنصارهم "خلط الدين بالسياسية" أيام مرسي
الجمعة، 12 أكتوبر 2018 06:00 م
تاريخ جماعة الإخوان مليء بالتملص والكذب والإفتراء ولعب دور الضحية دائما لحفظ ماء وجهها أمام العالم أو تحقيق مزيد من المكاسب سياسية تسد بها رمق القيادات أولا، حتى لو وصل الأمر إلى بيع الأنصار والمريدين فيما بعد.
مؤخرا خرج القيادي بالجماعة الإرهابية جمال عبد الستار ليقذف بالكرة في ملعب أنصار الجماعة هذه المرة بعدما حمل خلط الدين بالسياسة خلال فترة تولي مرسي حكم مصر، لمؤيديها وأنصار الحركة الإسلامية، مؤكدا أن الخطأ عند جماهير الإسلاميين، وليس عندها.
القيادي الإخواني الذي تناسى الهتافات الدينية وشعارات الجماعة منذ نشأتها لتحاول بها دغدغة مشاعر الجماهير، قال إن مؤيدي الإخوان، مسئولون عن ترويج هذه الأفكار خلال حكم مرسي، زاعما أنهم كان لديهم غلو في النظر للرئيس المعزول، الذي اعتبروه خليفة المسلمين، بحسب وصفه.
شعارات جماعة الإخوان السياسية
تصريح القيادي الإخواني المنافي لواقع تاريخ الإخوان، لم يكن الشماعة الأولى والأخيرة، التي تخرجها الجماعة وقت الحاجة للتملص السياسي من كوارثها السياسية على المجتمع المصري، فالبداية كانت عند حسن البنا عندما تملص من أعمال الاغتيالات والتصفيات السياسية المدبرة من قبل التنظيم السري للإخوان، مثل مقتل النقراشي باشا، بأنه لم يعمل شيئا عن تلك الأعمال، رغم أنه كان يوزع مباشرة للإرهابي عبد الرحمن السندي قائد التنظيم والعقل المدبر إلى تصفية خصوم الجماعة السياسية.
الهدف إذن من إنشاء النظام الخاص لجماعة الإخوان مثلما حاول قياداتها التسويق وتبيض الوجوه هو محاربة الصهاينة في فلسطين، كما دفعوا بالورايات الدرامية، إنما هدفه كما كشف عبد الرحمن الساعاتي شقيق حسن البنا المراقب العام للجماعة بلسانه "استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا إلى حيث تؤمرون، خذوا هذه الأمة برفق، وصفوا لها الدواء، فكم على ضفاف النيل من قلب يعاني وجسم عليل. فإذا الأمة أبت، فأوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة. وإن وجدتم في جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطانا خطيراً فأزيلوه، فكثير من أبناء هذا الشعب في آذانهم وقر، وفي عيونهم عمى".
التاريخ لا يكذب ولا يتجمل
من خلف ستار الدين مارست الجماعة السياسة، لعبت على وتر تدين الشعب المصري الفطري، بالطبع أنكروا في كل مناسبة رغبتهم في الأطماع السياسية أو دخول اللعبة من الأساس، رغم أن كل سعيهم وتحركاتهم كانت تقول عكس ذلك، لكنهم رفعوا شعار "الغاية تبرر الوسيلة" في وجه من يفضح تاريخهم، أو "الضرورات تبيح المحظورات" فقط في الأعمال التي تتعلق بمصلحة الجماعة فقط.
خلال ثورة 25 يناير فاحت رائحة الإخوان بعد خيانتهم للشباب الواقف في الميادين، بعدما عرضوا على نظام مبارك في اجتماعهم الشهير بعمر سليمان إيقاف المظاهرات مقابل الحصول على دور بارز للجماعة في الحياة السياسية المصرية، إلا أن إصرار الشباب على الوجود في ميدان التحرير أجهض تحركات الجماعة وكان نقطة فاصلة يوم ما سمي بموقعة الجمل التي من المؤكد تواطؤ الجماعة فيها.
وعقب خلع مبارك جرى الإخوان إلى تقديم نفسهم للمجلس العسكري الذي كُلف بإدارة شئون البلاد على أنها القوة السياسية الوحيدة المنظمة ذات الشعبية الجارفة والمتغلغلة داخل كل بيت مصري، تستطيع أن تتعاون مع المجلس وقت ذلك، لكن المجلس العسكري كان يدرك أن ما تقدمه الجماعة يخلو من الحقيقة، وهذا جانب من الخطة الكبرى للقفذ على السلطة.
وفي حركة بهلوانية سرعان ما باعت الجماعة القوى الثورية، وبدأت تعمل بمفردها وفق منطق المغالبة لا المشاركة- مستغلة قواعدها المنظمة علي الأرض واللعب علي وتر الدين. وكانت البداية، ما جرى باستفتاء 19 مارس 2011، والذي اشتهر بـ »غزوة الصناديق»، في جو مشحون بالمزايدات الدينية، والزج بالدين في السياسية، حيث روجت التيارات الإسلامية إلى أن المشاركة في الاستفتاء والموافقة على التعديلات سبب لدخول الجنة، بينما التصويت بلا يدخل النار.
خيانة الإخوان للعهود وطمعهم في السلطة، بمخالفتهم ما تعهدوا به للقوى الثورية منذ تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك بأن منهجهم المشاركة لا المغالبة، واتهموا القوى الثورية بخيانة الشعب وتخريب مصر، ثم أعلنوا أنهم لن يترشحوا في انتخابات مجلس الشعب إلا على 40% من مقاعد البرلمان ولن يقدموا مرشحا للرئاسة، إلا أن ما حدث كان خلاف هذه التصريحات، إذ ترشحوا على 80% من مقاعد مجلسي الشعب وكل مقاعد مجلس الشورى، وحصدوا 70% من مقاعد مجلس الشعب، وأغلب مقاعد مجلس الشورى.
الواد عاشور وسكينة الكهرباء
منذ بداية حكم مرسي واستحضرت قيادات جماعة الإخوان روح حسن البنا في التبرير والتأويل والقفز من حبل إلى آخر لتحقيق المصلحة، ظهر ذلك في واحدة من الوقائع الأكثر فكاهة في عهد المعزول، عندما أراد التبرير بنفسه عن عدم تنفيذ برنامج الـ100 عندما قال في حديث تليفزيوني شهير مبررا انقطاع التيار الكهربائي في مصر "بأن عاشور بتاع المنصوة بياخد 20 جنيه وينزل سكينه الكهرباء"، بعدها خرجت تبريرات الجماعة عن صعوبة تنفيذ برنامج المائة يوم بأن المشاكل أكبر، والمعوقات أكبر من وعد الرئيس، ووصف المستشار مكى وقتها وعد مرسى بحل المشاكل فى مائة يوم بالقاسى على الرئيس.
ولا بأس من استخدام عباءة الدين لتبرير قرارات مكتب الإرشاد التي كانت تصاغ في القصر الرئاسي، ففي أغسطس 2012 استقتل قيادات جماعة الإخوان في الدفاع عن قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار الذي أعلنت حكومة هشام قنديل طلبه، حتى وصل الأمر إلى خروج الجماعة ببيان شرعي يفتي بأنه، أي القرض، "جائز شعرا لأن الضرورات تبيح المحظورات"
وقتها ظهر الرئيس المعزول مرسي في بيان متلفز ألقاه يوم 19 يونيو 2013، أعلن أن القرض ليس ربويًا بل وأكد مرسي أن القرض لن يكون فرضا للسيطرة على مصر لأنه لن يقبل بذلك على الإطلاق.
وبعد سقوط حكم الإخوان سقطت معه عباءة المصلحة، وظهر تناقض الجماعة، فقد شنت الجماعة وأذرعها الإعلامية في الدوحة وأنقرة هجوما على الدولة المصرية، بسبب قرض صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه مصر لإصلاح الاقتصاد، في تناقض سافر لمواقفها حتى إنها دفعت بأن هذا القرض ربوي وغير جائز شرعا.