تدخل واشنطن في واقعة اختفاء خاشقجي.. رسالة ضغط ضد تركيا للإفراج عن القس برونسون
الجمعة، 12 أكتوبر 2018 09:55 ص
لا يمكن فصل الموقف الأمريكي من واقعة اختفاء الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، بالتوتر الأمريكي التركي بسبب احتجاز أنقرة للقس الأمريكي أندرو برونسون، ورفض رفع الإقامة الجبرية عنه، في ظل محاولات واشنطن للضغط على النظام التركي للإفراج عنه.
لأول مرة نجد تصريحات تصدر من جميع المسؤوليين الأمريكيين بشأن تلك القضية رغم أن بطل القصة سعودي وليس أمريكيا، فخروج تصريحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن فيه أنه يتابع قضية اختفاء الكاتب السعودي، ثم تصريحات مايك بينس بأن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة إرسال فريق لمساعدة تركيا في التحقيق بهذه الواقعة، وتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية متمثلة في مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الذي أعلن متابعة واشنطن للملف، وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أيضا عن ذات الواقعة وإعلانه متابعة واشنطن لها بجانب تصريحات صادرة من المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، ونواب بالكونجرس الأمريكي حول فريق المتخصصين الأمريكيين الذي تريد واشنطن إرساله إلى إسطنبول يؤكد المحاولات الأمريكية للضغط على تركيا من أجل الإفراج عن القس الأمريكي.
هذه المتابعة الأمريكية الدقيقة لقضية جمال خاشقجي، تتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الذي طالب فيه بضرورة إخلاء سبيل أندرو بونسون، خاصة مع اقتراب الجلسة التي ستنظر إلغاء الإقامة الجبرية عنه.
الولايات المتحدة الأمريكية تعلم جيدا أن تركيا لن تطلب منها إرسال محققين للمشاركة في التحقيقات التركية الجارية بشأن واقعة جمال خاشقجي، خاصة أن تركيا حتى الآن تعتمد على فيديوهات مفبركة، وتنشر معلومات تستهدف التحريض ضد المملكة العربية السعودية، وبالتالي أرادت واشنطن أن تلعب بهذه الورقة لتشكل التدخل في التحقيقات التركية من أجل الضغط على النظام التركي.
خلال الفترة الماضية، سعت الولايات المتحدة الأمريكية للممارسة الضغوط الاقتصادية على تركيا عبر فرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، وتجميد حساباتهم، بجانب فرض رسوم على منتجات الصلب والألومنيوم التركية، لترد أنقرة بفرض رسوم هي الأخرى على المنتجات التركية، وظل هذا الصراع لعدة أشهر، وكان له تأثير على الاقتصاد التركي الذي تهاوي بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وتراجعت العملة التركية أمام الدولار الأمريكي.
لأول مرة تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بقضية بهذه الطريقة مثل قضية جمال خاشقجي، بل إن أزمتها مع روسيا، بجانب واقعة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، بجانب قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كانت تقتصر على تصريحات مقتضبة من البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن قضية جمال خاشقجي دفعت جميع المسؤوليين الأمريكيين للخروج والتصريح بشأن هذه الواقعة وهو ما يؤكد ارتباط التدخل الأمريكي في هذه الواقعة، بمطالب الأمريكية لتركيا بالإفراج عن القس الأمريكي.