السياحة القطرية تسقط في فخ أكاذيب «الحمدين».. كيف يخفي «نظام تميم» خسائر الدوحة؟
الخميس، 11 أكتوبر 2018 12:00 م
في قطر لا يعني التصريحات المخاطبة للداخل، أنها صحيحة 100%، فما يخرج من أفواه المسئولين القطريين من أحاديث للصحف الداخلية كالشرق والعرب، وفي أحيان الجزيرة، يدخل ضمن تهدئة الرأي العام في الدوحة، بينما تتفاجئ عند تتبع هذه التصريحات من أجل التحقق منها، أنها لا تمس للواقع بشيء.
منذ يومين خرج رئيس الهيئة العامة للسياحة القطري حسن عبدالرحمن الإبراهيم ليطمئن الشعب القطري، بأن تطبيق استراتيجة نظام بلاده في قطاع السياحة ساهم في نمو أعداد زوار قطر، ولكن ما لبث أن مر يومين على هذا التصريح إلا وخرج نفس المسئول بتصريحات متناقضة تمامًا تكشف حجم التخبط القطري، حيث اعترف لصحيفة بلومبيرج المهتمة بالاقتصاد العالمي أن بلاده تحتاج إلى 3 أعوام للتعافي من الانخفاض الهائل في عدد الزوار.
تصريحات مسئول قطري في قطاع السياحة عن خسائر قطر
وتكشف تصريحات أعلى مسئول في قطاع السياحة بقطر، كيف يتعامل نظام الأمير تميم بن حمد مع الملفات ذات التأثير الهام على الاقتصاد القطري، حيث يعتبر هذا القطاع من الموارد الأساسية التي تدخل ضمن العائدات التي تغذي الموازنة القطرية، لذا كان حريصًا النظام القطري عبر رئيس الهيئة العامة للسياحة القطرية أن يقدم للداخل خطابًا مختلفًا عن الحقيقة، بينما في الخارج وبالأخص لبلومبيرج الصحيفة ذائعة الصيت في المجال الاقتصادي ربما الأمر كان صعبًا للغاية، فهنا لا يمكن الملاوعة والكذب؛ لاسيما وأن الأرقام والإحصائيات التي خرجت عن القطاع كانت من مصادر رسمية حكومية قطرية.
اقرأ أيضاً:
تقرير سنوي: انخفاض السياحة فى قطر بنسبة 20%.. وارتفاعها بمصر ولبنان
وكانت الأرقام والإحصائيات التي كشفتها صحيفة بلومبيرج، تتحدث عن أن قطر فقدت نحو ثلثي زائريها في النصف الأول من عام 2018، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مشيرة أن غالبية هذا الانخفاض جاء من الدول الخليجية والعربية، ولكن الغريب هنا هو الكذب القطري الواضح.
وللتغطية على حجم خسائر قطاع السياحة القطري، حاول الإبراهيم الابتعاد في تصريحاته للصحف القطرية، عن رصد الأرقام الكلية للزوار القادمين لقطر في هذا العام، مركزًا فقط على أعداد الزائرين التي قد تكون ارتفعت من بعض الجنسيات، كالزائرين من روسيا والصين وألمانيا والهند زاعمًا أن ذلك أدى إلى نمو قطاع السياحة، ولكن بالنظر إلى حقيقة ذلك فأن المسئول تغاضى عن الرقم الإجمالي للزائرين في قطر هذا العام، والذي انخفض إلى الثلث في أقل من 12 شهرًا.
تصريحات مسئول قطري عن السياحة في صحيفة الشرق الحكومية
وأدى قطع كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات مع الدوحة، بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون الدول العربية الداخلية، إلى انخفاض معدلات السياحة في قطر ووصولها إلى أدنى مستوى لها منذ عقود، حيث تقول بلومبيرج إن نسبة إشغال الفنادق خلال هذا العام انخفضت بنسبة60% ، كما أن الدخل الذي تحققه الغرفة انخفض بمقدار 16 %، في حين تحاول الدوحة أن تقدم تسهيلات وإغراءات جديدة لمواجهة هذا الانخفاض متخلية عن شروط منح تأشيراتها، إلا أن هذه الإجراءات لم تفلح كثيرًا في تعافي هذا القطاع.
ويبدو أن خسائر قطاع السياحة أثر على مورد آخر من موارد الجزيرة الصغيرة، فرغم تعالي القائمين في الحكم بقطر وعدم اعترافهم بالخطر الناتج عن المقاطعة العربية للدوحة اقتصاديًا، إلا أن ذلك لا يخفى الخسائر التي يشهدها قطاع الطيران، والتي وصلت خسائره نحو 252 مليون ريال، مقارنة بأرباح قدرت بـ 2.79 ريال قبل عام، وذلك نتيجة انخفاض أعداد الزائرين للأماكن السياحية بقطر، ونقص رحلات الطيران الداخلي، بالإضافة إلى الانخفاض الواضح على مدار الأشهر الماضية في مستويات الطيران القادم من الدول المحيطة لاسيما بعد قطع الدول الأربعة المذكورة خطوط النقل مع الدوحة، وتغير وجهة مواطنيها إلى المناطق والوجهات الأكثر استقراراً، بعيداً عن قطر.
اقرأ أيضاً:
عقب المقاطعة.. رحلة تابعة للخطوط القطرية تقل «راكب واحد» فقط (فيديو)
ولا تبتعد زيارات الأمير القطري الخارجية عن استقطاب زائرين جدد إلى بلاده، لتعويض الخسائر في قطاع السياحة، حيث خاص الأمير القطري تميم بن حمد قبل 5 أيام جولة لاتينية شملت بيرو وبراجواي والأرجنتين والأكوادور، ليوقع معهما اتفاقيات ثنائية في مجال السياحة، آملا أن تؤدي إلى تحسين القطاع، ولكن يبدو أن الأمير القطري لا يعلم أن عواصم هذه الدول تبعد عن الدوحة مسافة لا تقل عن 13 ألف كيلو، وهو الأمر الذي يؤكد أن تحركاته لم تفلح كثيرًا في تقليص الخسائر في مجال السياحة.
زيارة الأمير القطري تميم بن حمد للأرجنتين