أثناء لقاء السفير الإيطالي.. كيف رأت لجنة العلاقات الخارجية القبض على «عشماوي»؟

بداية ساخنة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، برئاسة النائب كريم درويش، حيث استقبلت اللجنة اليوم الأربعاء، السفير الإيطالى في القاهرة جيامباولو كانتيني، بعد نجاح مصر بالتنسيق مع الجيش الليبي في القبض على الإرهابي الخطير هشام عشماوى، المسئول عن التخطيط لتفجير القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة.

ففى يوم 11 يوليو 2015، وبالقرب من مبنى القنصلية الإيطالية في منطقة الإسعاف بالقرب من محطة جمال عبدالناصر بوسط القاهرة، انفجرت سيارة مفخخة ما نتج عنه وفاة شخص وجرح تسعة آخرين، ولأن التفجير حدث يوم السبت فقد كان المبنى فارغًا من أى موظفين بخلاف فرد أمن، ما تفادى حدوث حوادث داخله، ووقتها تبنى التنظيم الإرهابى الملقب بـ"داعش" المسئولية عن الجريمة، وتبين بعد ذلك أن من خطط لذلك هو الإرهابي المصرى هشام عشماوى الذى يتخذ من ليبيا مقرًا لإدارة عملياته القذرة داخل مصر لاستهداف المدنيين والأفراد العسكريين.

تفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة عام 2015

النائب طارق الخولي أمين سر اللجنة، أكد على أن المصريين تلقوا الخبر السعيد بالقبض على الإرهابي هشام عشماوي في ليبيا والذي قام بتفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة، لأنه حاول شق العلاقة الطيبة بين البلدين، وهذا يؤكد على ضرورة دعم واستمرار التعاون بين البلدين في مناخ من الهدوء والاستقرار.

لذلك كان لاجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب برئاسة النائب كريم درويش رئيس اللجنة مع سفير ايطاليا بالقاهرة، بحضور النائب صلاح عقيل وكيل اللجنة، والنائب طارق الخولي أمين سر اللجنة، اليوم الأربعاء، طعماً مختلفًا، فتوقيته له معانى مختلفة خاصة وأن السفير أكد للبرلمانيين أنه لن يعكر أى شئ صفو العلاقة بين مصر وإيطاليا، وهو ما قابله رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بالتأكيد على أن الدولتين لديهما علاقات تاريخية قوية تمتد جذورها لأزمنة بعيدة.

ومن جانبه، أكد السفير الإيطالي جيامباولو كانتيني، على مقولة كريم درويش بأن العلاقات الثنائية بين البلدين تاريخية، وأنه لا يمكن لأي شيء أن يعكر صفو هذه العلاقات، كما أكد أن هذه العلاقات شهدت تطوراً وتوطيداً كبيراً خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، متمثلةً في الكثير من الزيارات الرفيعة المستوى من الجانب الإيطالي لمصر من أجل تقديم مزيد من الدعم للعلاقات الثنائية بين البلدين، كان أبرزها زيارة لويجى دى مايو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي خلال أغسطس الماضي.

كما أشار الجانبان إلى التقارب الثقافي التاريخي لشعبي البلدين، فهناك الكثير من المصريين ترجع جذورهم إلى أصول إيطالية، واقترح النائب كريم درويش التنسيق مع السيدة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج من أجل إحياء الجذور بين شعبي البلدين، كما عبر عن رغبته بمشاركة عدداً من الشباب الايطالي في فعاليات منتدى شباب العالم والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم، تحت رعاية عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وتناول اللقاء الملف الليبي، إذ أكد كريم درويش، على أن الملف الليبي يعد مسألة أمن قومي لمصر، فمصر ترتبط مع ليبيا بحدود تقدر ب 1200 كيلومتر، وأن حرس الحدود المصري يقوم بجهود كبيرة لحمايتها بالكامل، وتطرق الحديث إلى إمكانية الاستفادة من التقنيات الإيطالية الحديثة في مراقبة الحدود، وأكد السفير الإيطالي على أهمية التنسيق بين البلدين في هذا الملف، وأن حل القضية الليبية يجب أن يأتي من داخل ليبيا ولا تفرض حلول خارجية حيث تم تجربة هذه الحلول فيما سبق ثبت فشلها، فحل القضية الليبية هو حل سياسي سلمي يتوافق عليه الأطراف الليبية، وأن مشكلة المقاتلين الأجانب والتدخلات في الشأن الليبي من بعض دول الجوار هو لخلق حالة من النزاع المستمر وعدم الاستقرار في ليبيا.

وحول تطورات الأوضاع السياسية داخل بلاده، أوضح السفير الإيطالى أن الساحة السياسية ببلاده شهدت مؤخراً تغيرات تمثلت في انتخاب برلمان إيطالي جديد، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة جوزيبي كونتي.

وعلق  النائب كريم درويش رئيس اللجنة على أهمية التعاون بين البلدين في الكثير من الموضوعات، ومن أهمها أمن البحر المتوسط، وأن يكون هذا المعبر معبراً للرخاء والتقدم وليس للإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما يجب على البلدين التنسيق لمنع الهجرة غير الشرعية والتصدي للإرهاب، وقد قام البرلمان المصري بإصدار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، منوهاً أنه منذ أكثر من عام لم تسجل آية حالات للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية، كما هنأ النائب كريم درويش السفير الإيطالي بالمقر الجديد للاتحاد من أجل المتوسط.

وتناول اللقاء أيضًا أزمة اللاجئين، إذ أكد درويش أن مصر تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين، يقدر عددهم ب 6 مليون لاجئ، وتعمل الدولة على تيسير إقامتهم فى مصر، دون أن تقيم معسكرات لهم، فهم يتمتعون بكافة الخدمات الصحية والتعليمية ويحصلون على الوظائف مثلهم مثل المصريين، ومصر تفعل ذلك من واقع احساسها بالمسئولية تجاه شعوب المنطقة ولا تنتظر مصر من الغرب تقديم إعانات أو مساعدات بل تعاون في توجيه الاستثمارات المباشرة إلى مصر، وذلك لتوفير فرص عمل لأبناء مصر وزيادة معدل النمو الاقتصادي، مؤكداً على أهمية العمل على عودة السياحة الإيطالية إلى مصر، بما يساهم في تحسين الاقتصاد المصري.

وحول الأوضاع الداخلية في مصر، أشاد السفير الإيطالي، بما تتخذه الدولة المصرية من إجراءات إصلاحية التي تنتهجها مصر لتحقيق تعافياً اقتصاديا، مشيراً أن اكتشاف حقل ظهر الغازي الهائل، والذي يعد الأكبر في البحر المتوسط سيجعل مصر من الدول الرائدة في تصدير الغاز المسال حول العالم.