وزيرة لمكافحة الانتحار ببريطانيا.. هل تنجح في خفض معدلات الأمراض النفسية بالمملكة؟ صور
الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 08:00 م
عينت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، وزيرة جديدة في حكومتها اليوم الأربعاء، تدعى جاكي دويل برايس، لمكافحة الانتحار، والتعامل مع هذه القضية.
الوزيرة البريطانية جاكي دويل
وتواجه بريطانيا قضية الانتحار بحزم تعكسه هذه الخطوة، ووفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" ذكرت أن عدد المنتحرين في بريطانيا بلغ 4500 شخص سنويا، وأن ذلك الرقم يأتي في أعقاب الانخفاض المستمر في معدلات الانتحار، وبالتزامن مع القمة التي تنظمها لندن اليوم الأربعاء كأول قمة عالمية للصحة النفسية، ويشارك في هذه القمة وزراء ومسؤولون من أكثر من 50 بلدًا، برعاية وزير الصحة مات هانكوك ودوق ودوقة كامبريدج.
وتواجه بريطانيا منذ زمن أزمة الانتحار، حيث راجعت استراتيجية مكافحة الانتحار، وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة البريطانية، أن كل حادث انتحار، مأساة ودمار للأسرة والأصدقاء والمجتمع.
وتنفق بريطانيا نحو مليار جنيه استرليني في دعم خدمات الصحة العقلية، وعلاج الأزمة، وربما يكون هذا المبلغ قد ارتفع بحلول هذا العام، إذ إن الرقم يرجع إلى تقرير منشور في BBC منذ عامين.
وتعهدت رئيسة الوزراء البريطانية بتقديم 1.8 مليون جنيه استرليني لمنظمة "السامريون" المعنية بخدمات الصحة النفسية لمساعدتها في مواصلة تقديم خدماتها المجانية عبر الهاتف لأربع سنوات قادمة.
وقدمت الحكومة البريطانية في إطار مكافحتها للانتحار، الدعم النفسي لمن تراودهم هذه الأفكار، والذين يعانون من الإحباط أو مرض الاكتئاب، عبر أساليب علمية، ومن الواضح أن هذا التوجه جاء بعد حوار طويل في أروقة الحكومة البريطانية ومجلس العموم، إذ أن دويل برايس عضوة في البرلمان منذ عام 2010، ومسمى وظيفتها الكامل هو "وزيرة الصحة النفسية ومكافحة التمييز والانتحار" أي أن مهمتها تشمل أيضا مكافحة التمييز، والعنصرية ويتضمن دورها التأكد من وجود خطط فعالة في أنحاء انجلترا لمواجهة الانتحار، وبحث سبل الاستفادة من التكنولوجيا لتحديد أولئك المعرضين لمخاطره.
وفي تقرير نشره موقع "سويس إنفو" منذ شهر، كشفت سويسرا أنها بحلول عام 2030 تنوي في خفض حوادث الانتحار غير المراقبة بخمسة وعشرين في المائة لكل مائة ألف شخص، وتنشط في سويسرا كيانات في مجال الوقاية من الانتحار، لكنها لا تتواصل بشكل كاف حسب التقرير، وبمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، الذي وافق يوم التاسع من سبتمبر الماضي، دعت سويسرا إلى تطوير آليات المؤازرة وتحديد الثغرات كما يشير المكتب الفدرالي السويسري في تقرير له، وفي المتوسط ينتحر شخصان أو ثلاثة كل يوم في سويسرا.
وحددت سويسرا أن محاولات الانتحار ارتبطت بحالة من الاضطرابات النفسية الخطيرة، وأشارت إلى أن معظم الأشخاص المعرضين لخطر الانتحار، لا يريدون أن يموتوا، فالأزمات غالبا ما تكون مؤقتة كما أن الجميع مُعرضون لأن يكونوا ضحية لها.
وتكافح سويسرا الانتحار بعزيمة أكبر لكن ليس بتعيين وزيرة لمكافحته، إنما بعشرة إجراءات من بينها المساعدة السريعة وزيادة الوعي في صفوف الرأي العام، والترويج لمُمارسات جيدة، أما الهدف من هذه الخطة فيتمثل في تخفيض حالات الانتحار التي لا تحظى بأي متابعة، وهو ما من شأنه أن يسمح بتجنب حوالي 300 حالة انتحار سنويا في سويسرا.
وفي شهر يونيو الماضي نشرت سويس إنفو تقريرا مثيرا ومهما بعنوان "كيف تمنع صديقا من الإقدام على الانتحار؟ " وهو تغطية لحملة انطلقت في سويسرا هذا العام أطلقتها مؤسسة "برو يوفيتوته" التي تدعم حقوق الأطفال والشباب واحتياجاتهم، وانطلقت الحملة على شبكة الانترنت لتشجيع الشباب على التحدث إلى أصدقائهم، ومن خلالها يروى خمسة أشخاص قصتهم لإقناع شباب مراهقين بالعدول عن الانتحار إذا واجهوه.
وحسب سويس إنفو، واحد من بين كل عشرة أشخاص في سويسرا يحاول الانتحار في مرحلة ما من حياته، والفتيات والنساء أكثر عرضة لمرور بهذه التجربة، وفي الفترة بين عامي 2009 و2015 وقعت حوالي 130 حالة انتحار في صفوف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن التاسعة والعشرين.