ألم يحن الوقت لأن يتحد الأفارقة ؟
الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 12:56 م
ألم يحن الوقت لأن يتحد الأفارقة؟.. سؤال يفرض نفسه الآن على الساحة الأفريقية في ظل انطلاق مارثون انتخابات سكرتير عام منظمة الفرنكوفونية المقرر بعد غد الجمعة الموافق 12 من أكتوبر بالعاصمة الارمينية اريفان، وهي الانتخابات التي يشارك فيها 54 رئيس دولة وحكومة الأعضاء بالمنظمة العريقة التي تمثل الشعوب الناطقة بالفرنسية.
وجدير بالذكر أن هذه الانتخابات تتمتع بخصوصية بالغة لأنها تتجاوز نطاق الاختيار بين مرشحين تقليديين، فهي تأتى في إطار منافسة شرسة كونها تحدد مستقبل وهوية المنظمة لان المنافسة محصورة بين شخصيتين الأولى الكندية ميشال جون والتي تشغل هذا المنصب الرفيع منذ أربعة اعوام وبين الرواندية لويز ميشيكياوابو وزير خارجية رواندا.. إضافة إلى ذلك فهي تؤكد وحدة الصف الأفريقي.
والثابت، فان انتخابات هذه الدورة ليست بالانتخابات التقليدية، فهي لا تمثل فقط منافسة بين شخصيتين رفيعتين تتنافسان على منصب دولي، ولكنها أيضا تحدد هوية ومستقبل منظمة الفرنكوفونية لمطالبة أبناء القارة بحتمية عودة هذا المنصب الرفيع للقارة الافريقية التي تحدد من شأنها مستقبل وهوية المنظمة لأسباب عديدة لعل أهمها يكمن في ان أكثر من نصف اعضاء المنظمة البالغ عددهم 54 عضواً ينتمون الى القارة الافريقية اذ تتمتع القارة الافريقية وحدها بـ 29 عضوية من إجمالي 54 عضوية بالمنظمة. بالإضافة الى ذلك، وعلى مسار عدد السكان المعنيين بالمنظمة والبالغ عددهم الإجمالي 900 مليون نسمة، فتتمتع المنظمة كذلك بأغلبية كبيرة يقدر قوامها بـ 284 مليون نسمة. وبناء على هذه الأسباب يتأسس الحق الأفريقي في أهمية عودة هذا المنصب الهام والرفيع للقارة الافريقية وهو المنصب الذي طالما حافظت عليه القارة الافريقية ومن ثم انعكس إيجابا على التواجد الدولي والإقليمي للمنظمة.
الفرصة السانحة:
وفى الواقع، فان القادة الافارقة امامهم فرصة جيدة للغاية الان لتوحيد صفهم الأفريقي كي يثبتوا للمجتمع الدولي انهم يمثلون رقما هاما في المعادلة السياسية الدولية ليس فقط من اجل مستقبل القارة ولكن أيضا من اجل مستقبل المنظمة التي طالما ارتبط تاريخها بالقارة الافريقية التي قدمت شخصيات رائدة من أبنائها ، مثل سنجور ، وهى الشخصيات التي عملت بكل جهد وإخلاص من اجل تعزيز مكانة منظمة الفرنكوفونية في العالم اجمع ، وبالتالي اضحى هناك رباط عضوي يربط بين القارة الافريقية والمنظمة وليس ادل على ذلك من الابع سنوات الماضية . فعلى الرغم من شخصية ميشال جون المرموقة وثقافتها الرفيعة، الا ان المنظمة فشلت خلال هذه الفترة في تعزيز مكانتها ويعود ذلك الى حالة الارتباط الوثيقة التي تربط بين المنظمة والقارة الافريقية، أي انه يمكن ان نخلص الى ان مستقبل المنظمة مرهون الى حد كبير بمدى فاعلية القارة الافريقية في قلب المنظمة.
والشاهد، أنه يتعين على الأفارقة أن يعتبروا من التاريخ الحديث وان يعوا ان قوتهم تكمن في وحدتهم وان يبرهنوا للعالم اجمع انهم يمثلون رقما هاما في المعادلة السياسية الدولية حتى يضعوا نهاية لحالة التهميش التي تعانى منها القارة الافريقية في المؤسسات الدولية.
وفيما يتعلق بالإدارة المصرية الجديدة في ظل حكمة الرئيس السيسى وعمله الدؤوب على تعزيز هوية مصر الافريقية وبعدها في قلب القارة الافريقية ، فمن المتوقع ان تؤيد مصر وبكل قوة المرشحة الرواندية حفاظا على مستقبل المنظمة من جانب وتأكيداً لوحدة الصوت الأفريقي من جانب آخر.