الحب بلغة الإشارة
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 09:52 م
اهتمام الدولة والقيادة السياسية يأتى تنفيذا لما نص عليه الدستور من حقوق ذوى الإعاقة فى العيش بكرامة فى المجتمع فهم يمثلون شريحة وقوة إنسانية لا يستهان بها
فى افتتاح الملتقى العربى الأول لمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة بمدينة شرم الشيخ، يوم الاثنين الماضى، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يدعو الأطفال ذوى الإعاقة والإرادة والتحدى للالتفاف حوله أثناء إلقاء كلمته، وبدت حالة حب رائعة ومشاهد إنسانية مؤثرة فى تبادل التحية والمحبة بين الرئيس والأطفال ليس بالكلمات وترجمتها فقط، وإنما بلغة الإشارة التى تعامل بها الرئيس السيسى معهم وبادلهم كلمات الحب بلغة الإشارة برفع أصابع الإبهام والسبابة والخنصر معا، وهى التى تعنى «أحبكم».
ولا أبالغ إذا قلت إن التأثر والانفعال لما يدور على مسرح قاعة المؤتمرات بمدينة السلام بين الرئيس وأحبابه من ذوى الإعاقة كان باديا على وجوه الحاضرين، حتى بكى العديد منهم عندما استأذنه الطلاب فى التقاط الصور معه والسلام عليه ثم تقبيله بعضهم واستقبال البعض الآخر بالأحضان الأبوية.
المشهد كانت له دلائل كثيرة ورسائل عديدة أراد الرئيس التأكيد عليها وتوجيهها للمجتمع وللعالم بأن هؤلاء قد آن الأوان لرعايتهم وللاهتمام بهم وبتفجير طاقاتهم وإبداعهم لخدمة الوطن والنظر إليهم على أنهم على قدم المساواة مع باقى أفراد الوطن من الأسوياء، ولهم كافة الحقوق المنصوص عليها فى الدستور وضرورة تغيير نظرة المجتمع إليهم واتخاذ كل الإجراءات وإصدار التشريعات والقوانين واللوائح التى تؤدى إلى حصول ذوى الإعاقة على كافة الحقوق والفرص فى العمل والإبداع كجزء من أبناء هذا الوطن.
ولو رصدنا ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، والدولة حريصة على الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، وصدرت التعليمات الرئاسية والقوانين الخاصة بالدمج وفتح أبواب الهيئات الحكومية والخاصة أمام هؤلاء لخدمة وطنهم.
وأعلن الرئيس فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية فى أبريل 2017 اعتبار العام 2018 هو عام ذوى الإعاقة، وتحركت أجهزة الدولة المختلفة لتفعيل إعلان الرئيس ومبادرته للدمج والرعاية وإطلاق الطاقات المهولة للموهوبين منهم فى شتى المجالات.
اهتمام الدولة والقيادة السياسية يأتى تنفيذا لما نص عليه الدستور من حقوق ذوى الإعاقة فى العيش بكرامة فى المجتمع، فهم يمثلون شريحة وقوة إنسانية لا يستهان بها فى المجتمع المصرى تبلغ نحو 10-12 % من إجمالى عدد السكان، أى نحو 10 ملايين نسمة لم تمنحهم الدولة فى السابق الاهتمام الكافى والاستفادة من قدراتهم على العمل والإنتاج والإبداع.
وفى الملتقى أعلن الرئيس السيسى وضع 500 مليون جنيه لصالح مركز تأهيلى وتدريبى لذوى الإعاقة ولصالح مزيد من الاهتمام بالتعليم والدمج والرعاية، فلم تعد منة من أحد أو منحة لصالح هذه الشريحة المهمة فى المجتمع المصرى، التى أثبتت من خلال النماذج «الفذة والعبقرية» التى رأيناها مؤخرا أنها لا تقل عن الأسوياء، وأن هناك عباقرة فى الفن والأدب والموسيقى والاختراعات العلمية فى العالم ومصر لم تقف الإعاقة حائلا أمام إبداعهم وتفوقهم مثل توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائى، ومارى كورى وبيتهوفن وطه حسين وعمار الشريعى، وغيرهم الكثير.