معاناة الشعب التركي مع وعود أردوغان الزائفة.. المرضى يشتكون ارتفاع سعر أدوية السرطان

مع الارتفاع المستمر في الأسعار في السوق التركي، أصبح المرضى يعانون بشدة في المستشفيات التركية، بسبب الارتفاع الكبير في سعر الأدوية نتيجة الانخفاض المستمرة لسعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.

ومع تسريح العديد من الموظفين الأتراك، بجانب قلة الرواتب بشكل ملحوظ، مع ارتفاع الأسعار، أصبح المرضى الأتراك أمام أزمة حقيقية في ظل عدم حصولهم على تلك الأدوية بالمجان كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكرت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن معاناة مرضى السرطان في تركيا تزايدت بعد امتناع الكثير من المستشفيات، عن تقديم الأدوية والفحوصات الخاصة بهذا المرض، عقب ارتفاع كبير في أسعارها، وهو ما يشير إلى أن حديث حكومة العدالة والتنمية عن مجانية علاج السرطان، كان مجرد دعاية انتخابية، وأن الواقع مختلف.

وأوضحت الصحيفة التركية المعارضة، أن المستشفيات التركية امتنعت عن إجراء فحوصات التصوير المقطعي لتشخيص السرطان، وتقول للمرضى بإنها عاجزة عن دفع ثمن مثل تلك الفحوصات والعقاقير المستخدمة في العلاج للمرضى الجدد، حيث إن ما يقرب من 700 دواء يعجز الكثير من مرضى السرطان من الحصول عليها عبر مستشفيات العاصمة أنقرة، وذلك نظرًا لارتفاع أسعارها.

ولفتت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن بعض الأدوية الخاصة بالمرض باتت تباع في السوق السوداء، ومن خلال أشخاص ينتشرون أمام المستشفيات المتخصصة في علاج الأورام، حيث ارتفع ثمن الدواء Lipiodol Ultra-fluid المستخدم في علاج السرطان ليصل إلى 597 ليرات تركية، أي ما يقرب من 97 دولارًا أميركيًا، في حين لم يتخطى سعره في العام 2008 حاجز 7.3 ليرات.

ونقلت الصحيفة التركية المعارضة، عن رئيس غرفة الصيادلة في إسطنبول تأكيده أن الحكومة التركية لم تتخذ بعد إجراءات عملية لمعالجة المشكلة التي باتت على درجة عالية من الأهمية، وخصوصًا بالنسبة للأدوية المستوردة، حيث يأتي ذلك رغم تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعضاء حكومته قبيل الانتخابات عن مجانية أدوية السرطان في تركيا، فقبل عامين قال رجب طيب أردوغان إنه أعطى تعليمات لوزارة الصحة بأن يكون صرف جميع الأدوية للمواطنين مجّانًا، ويجب أن يأخذ المواطن التركي الأدوية مجانا حتى أدوية مرض السرطان.

وكانت الكاتبة التركية، جلدم أتاباي أكدت أن الليرة التركية تستعد للدخول في معاناة خلال الشهور المقبلة، حيث جاءت بيانات التضخم في سبتمبر المثيرة للذهول، التي أظهرت تضخما في أسعار المستهلكين على أساس سنوي عند 25 % وفي أسعار المنتجين عند 46 %، موضحة في مقال لها بصحيفة "أحوال تركية"، أن الدولار اكتسب أيضا المزيد من الزخم على خلفية بيانات الاقتصاد الكلي التي تظهر متانة الاقتصاد الأمريكي، حيث اتجه العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى مستوى 3.23 %.