بريطانيا تتحدى روسيا بورقة جديدة.. هل يحسم تورط الكسندر بيتروف مسار قضية «سكريبال»؟
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 05:00 مصابر عزت
قبل فترة ليست بالبعيدة، تعرض الجاسوس الروسي، سيرجي سكريبال، ونجلته يوليا، للتسمم في بريطانيا.. وربما كانت تلك هي الشرارة التي تسببت في إشعال النار بين الدب الروسي والمملكة المتحدة. وعلى الرغم من مرور الأيام بوتيرة سريعة في أزمة الجاسوس الروسي، إلا أن البحث في تطورات تلك القضية لا يتوقف.
ويبدو أن الصراع الذي احتدم بين الجانبين لن يتوقف، بل من المتوقع أن يتزايد خلال الفترة المقبلة. خاصة بعد التطورات الجديدة في قضية تسمم سيرجي سكريبال، وربما تتجدد العقوبات بين الجانبين مرة أخرى على خلفية أزمة الجاسوس الروسي، خاصة بعد أن نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية (الإثنين)، معلومات جديدة بخصوص المتهم الثاني في محاولة تسميم «سيرجي».
الكسندر يفجينيفيتش ميشكين، ضابط مخابرات روسي، وهو المتهم الثاني، في محاولة تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال، وفقا لما نشرته صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، التي أكدت سقوط ضابط المخابرات الرئيسية الروسية- المخابرات العسكرية الخارجية- في عدة أخطار كانت السبيل لفضح ستاره.
الكسندر يفجينيفيتش ميشكين، هو ضابط مخابرات روسي، تم تدريبه كطبيب للبحرية الروسية، قبل أن يتم تجنيده لصالح المخابرات الروسية، ويبدو أن ضابط المخابرات لم يكن مخضرما بالشكل الكافي حتى لا يسقط في الأخطاء.
ففي (2014)، سقط الكسندر يفجينيفيتش ميشكين، في أول خطأ، حيث سجل عنوانه «شوسى 76 بي في موسكو»، وهو مقر مديرية المخابرات الرئيسية الروسية، كما كان يتخفى ويتعامل بالاسم المستعار «الكسندر بيتروف» عن طريق رصد خطأ وقع فيه باستخدامه تاريخ ميلاده الحقيقي.
كانت الأشهر الماضية، شهدت تجدد التصعيد البريطاني الروسي بين الحين والآخر، وقد تطور الصراع بين الجانبين، إلى أن شهد إجراءات عقابية بين البلدين تضمنت طرد دبلوماسيين روسيين وإقدام الحكومة الروسية أيضا على رد دبلوماسيين بريطانيين.
ودخل التوتر بين بريطانيا وروسيا مرحلة جديدة، بعد الاتهامات التي وجهتها الحكومة البريطانية إلى موسكو بشن هجمات إلكترونية عليها، وهي الاتهامات التي رفضتها روسيا.
هذا التصعيد الجديد من شأنه أن يترتب عليه إجراءات بريطانية جديدة ضد روسيا، على غرار ما فعلته بشأن واقعة محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق، وقد تشهد هذه الواقعة أيضا تضامن أمريكي مع حليفتها وفرض عقوبات ضد موسكو.
في البداية، نقلت وكالة «سبوتنيك»، الروسية، عن وزارة الخارجية البريطانية، تأكيدها أم المخابرات العسكرية الروسية نظمت سلسلة من الهجمات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، لافتة إلى أن موسكو وراء مجموعة من الهجمات الإلكترونية الغرض منها نشر حالة من البلبلة في كل المجالات بدءا بالرياضة والنقل وانتهاء بانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، حيث إن المخابرات العسكرية الروسية كانت وراء الهجمات التي تعرضت لها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عام 2017 وكذلك اختراق مواقع اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية في 2016 وسرقة رسائل بالبريد الإلكتروني من محطة تلفزيون مقرها بريطانيا في 2015.
الخارجية البريطانية، أشارت إلى أن روسيا متورطة في إطلاق فيروس «باد رابيت» في أكتوبر 2017، والذي أثر على مترو كييف ومطار أوديسا وبنك روسيا وقناتين روسيتين، حيث إن أفعال المخابرات الروسية متهورة ويسعون للتدخل في الانتخابات في بلدان أخر.
من جانبه أكد الحساب الرسمي لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية على «تويتر»، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتهمت 7 من عناصر الاستخبارات الروسية بالتورط في قضية القرصنة الدولية. وأضاف الحساب الرسمي لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، أن كندا أعلنت هي الأخرى تعرضها لهجمات إلكترونية وتحمل روسيا مسؤوليتها.
البيان الصادر من الخارجية البريطانية، كان له رد حاسم من روسيا، بعدما نقلت الوكالة الروسية، عن المتحدث باسم السفارة الروسية في لندن، إعلانه أن تصريحات وزارة الخارجية البريطانية حول الهجمات الإلكترونية المزعومة من قبل روسيا حول العالم هي تضليل جسيم للرأي العام البريطاني والعالمي، حيث إن هذا البيان غير مسؤول ولا يدعمه أي أدلة كما جرت العادة، وهو عنصر آخر في الحملة المناهضة لروسيا، التي تجريها الحكومة البريطانية، كما أن التفسير المعقول الوحيد لهذا هو الافتراض بأنه ليس لديهم ما يقولونه بشأن الأسس الموضوعية، فمثل هذه التصريحات من وزارة الخارجية هي معلومات خاطئة جسيمة للرأي العام البريطاني والعالمي.