ملاعق عديدة في طبق واحد.. شركات الهواتف الصينية تعتمد طريقة أحمد حلمي في المنافسة
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 02:00 ص
في غضون سنوات قليلة شهدت سوق التكنولوجيا والهواتف الذكية تطورات بالغة الحدّة، صعدت بشركات ودفعت أخرى إلى الخلف، وهروبا من الخسارة تحايلت بعض الشركات على الأمر بطرق عديدة.
في أحد المشاهد الشهيرة بفيلم "مطب صناعي" للفنان الكوميدي أحمد حلمي، يعرض فكرة اقتصادية للهروب من تراجع مبيعات إحدى الشركات بأن تطلق ماركة جديدة تنافس بها في السوق بجانب الماركة الأساسية، بمنطق "كُل نفسك قبل ما حد غيرك ياكلك".. بالشكل الذي يضمن للشركة الحفاظ على مبيعاتها إن لم تتمكن من زيادتها. وبالمنطق نفسه بدأت شركات الهواتف الصينية العمل.
خلال الفترة الأخيرة تصاعدت المنافسة في سوق الهواتف الذكية مع دخول لاعبين جدد ونمو الشركات القائمة. وسعيا للهروب من خسارة حصص من السوق اتجهت بعض الشركات إلى إطلاق ماركات جديدة لمزاحمة المنافسين وضمان الإبقاء على مبيعاتها في مستوياتها السابقة، أو زيادتها عبر الماركة الجديدة ونموّها داخل السوق.
أبرز الشركات التي لجأت إلى حيلة إطلاق ماركة بعلامة تجارية جديدة شركة هواوي الصينية، التي أطلقت علامة honor بجانب علامتها الأصلية، والأمر نفسه فعلته شركة "ترانشن" الصينية التي تُعد المنافس الشرس لهواوي، إذ أطلقت علامتي "تكنوموبايل" و"إنفنيكس"، أما شركة BBK Electronics فقد أطلقت 4 علامات تجارية مختلفة، أبرزها: OPPO وVivo وone plus وRealme.
الشركات الصينية التي اعتمدت التقنية السابقة للحفاظ على مبيعاتها أو زيادتها على حساب المنافسين، اتجهت إلى إنفاق مليارات الدولارات لتطوير منتجاتها وتعزيز جهود البحث العلمي وتنمية التكنولوجيا المستخدمة في إصداراتها من الهواتف، سعيا إلى منح العلامات التجارية المختلفة خصائص متمايزة، ومزايا مختلفة ومتنوعة، بما يسمحلها بجذب فئات وشرائح مختلفة من المستخدمين المتطلعين لمزيد من التقنيات والإمكانات.
وصل الأمر لدى بعض الشركات إلى إنفاق قرابة ثُلث دخلها على أنشطة البحث والتطوير، والعمل على إدخال تقنيات وبرمجيات جديدة فيما يخص الذكاء الاصطناعي والخدمات التي توفرها هواتفها، بجانب تطوير العتاد والمكونات الداخلة في صناعة هذه الهواتف، على مستوى المعالجات والبطاريات وكفاءة الشاشات، سعيا للتفوق في السباق المشتعل.
تعليقا على هذا الأمر، قال مسؤول بارز في إحدى الشركات الصينية الكبرى التي اعتمدت هذا المنطق التنافسي، إن حالة السباق المشتعلة بين الشركات الصينية المصنّعة للهواتف دفعت أغلب الشركات الأم إلى إطلاق علامات تجارية جديدة، بجانب العلامات الرئيسية، وفصل إدارة هذه الشركات، بجانب إنشاء مختبرات ومراكز بحث وتطوير مستقلة وتابعة لكل علامة من العلامات، بهدف خلق بيئة تنافسية داخلية تضمن تمتع كل علامة تجارية بمزايا خاصة بها.
وبرر المسؤول اللجوء لفكرة إصدار أكثر من علامة تجارية من الشركة الواحدة، بحرص الشركات على تنويع منتجاتها وما تتضمنه من مزايا، بجانب استهداف شرائح متنوعة من المستهلكين وفق القوى الشرائية والتفضيلات المختلفة، بما يضمن لها الحفاظ على الحصة السوقية للشركة الأم، أو زيادتها على حساب المنافسين.