إف 35 في مواجهة إس 300: من يسيطر على السماء السورية؟

لا تزال تبعات أزمة إسقاط الطائرة الروسية «إيل- 20» تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل، خاصة بعدما قرر الدب الروسي تزويد القوات السورية بمنظومة صواريخ الدفاع الجوي إس- 300، لحماية المصالح الروسية في دمشق.

وأسقطت قوات الدفاع الجوي السوري المتسلحة بصواريخ إس- 200 طائرة روسية من طرارز «إيل-20»، خلال محاولتها صد غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على أهداف في الأراضي السورية بمنطقة اللاذقية.

وحملت وزارة الدفاع الروسية، الجيش الإسرائيلي مسئولية إسقاط الطائرة الروسية. وقال اللواء إيغور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إن إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية.

وكشف كوناشينكوف، أن إسرائيل لم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا بشأن العملية المخطط لها. تم استلام إشعار عبر (الخط الساخن) قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة.

وأضاف: «نتيجة للأعمال الإسرائيلية غير المسؤولة، قتل 15 جنديا روسيا». وشدد أن روسيا «تقيم التصرفات الاستفزازية لإسرائيل على أنها عدوانية»، متابعا: «نترك لنفسنا حق الرد»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية الحكومية.

إلى هذا قللت الحكومة الإسرائيلية من تأثير منظمة صواريخ الدفاع الجوي إس- 300 على مقاتلاتها التي تشن غارات جوية على أهداف سورية، مؤكدة أن مقاتلاتها الأمريكية قادرة على التعامل مع الصواريخ الروسية باقتدار.

ونقلت وكالات الأنباء العالمية عن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قوله إن منظومات صواريخ «إس-300» المضادة للطيران التي قامت روسيا بتوريدها لسوريا، لن تجدي نفعا في مواجهة مقاتلات «إف-35» الأمريكية الموجودة في حوزة القوات الجوية الإسرائيلية، وهو ما آثار حفيظة السيناتور الروسي فرانتز كلينتسيفيتش، عضو لجنة الدفاع والأمن في الغرفة العليا للبرلمان الروسي.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في وقت سابق من الشهر الماضي، أن موسكو ستسلم منظوماتِ إس-300 إلى سوريا خلال أسبوعين، محملا إسرائيل مرة أخرى المسؤولية عن إسقاط طائرة «إيل-20» الأسبوع الماضي.

وأكد الكرملين أن هذه الخطوة تأتي لحماية مصالح روسيا وأمن العسكريين الروس وغير موجهة ضد دولة ثالثة.

كلينتسيفيتش، عبر عن استيائه من تصريحات وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، منبها إلى أن مزاعم من هذا القبيل لا يدحضها إلا الممارسة العملية غير المرجوة، مؤكدا تمسك روسيا بقرار تجهيز الدفاعات الجوية السورية بمنظومات «إس-300»، وهو قرار لا رجعة فيه.

وقال السيناتور الروسي عبر موقع «فيسبوك»، إن «إسرائيل تلعب بالنار»، بيد أن «مَن يظن أنه يمكن لروسيا أن تتراجع فهو مخطئ»، مشيرا إلىأن إمكانيات منظومة «إس-300» لا يمكن التشكيك فيها، متابع: «إس300 قادرة على إنجاز عملها بشكل كامل».