بعد خوض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومن ورائه الحزب الجمهورى معركة هامة للسيطرة على المحكمة العليا الأمريكية، فاز اليوم القاضى بريت كافانو بالتصويت الأولى فى مجلس الشيوخ الأمريكى بفارق ضئيل "51 صوتا مقابل 49 صوتا للمعارضة"، ما أصبح الطريق مفتوح أمامه لمنصب قاض بالمحكمة العليا الأمريكية.
وجاء التصويت صادما للعديد من النشطاء، خاصة المتخصصين في حقوق المرأة ، حيث تجمع عددًا منهم خارج المحكمة العليا فى مظاهرة للاحتجاج على ترشيح كافانو وفور إعلان النتيجة هتف النشطاء قائلين "عارعليكم"، لاسيما وأن الأخير متهم بالتحرش بأساتذة جامعية تدعى كريستين بلازى فورد قبل 36 عامًا عندما كانا طالبين معًا.
وكانت كريستين بلازى فورد قررت التقدم باتهاماتها عندما علمت بترشيح كافانو لمنصب قاض فى المحكمة العليا الأمريكية أعلى محكمة فى أمريكا، إلا أن لدعوى بلازي لن تغيير في التصويت شيئًا، فمجلسي الشيوخ والنواب الذي يسيطر عليه الجمهوريين حسما الأمور لصالح كافانو.
وكانت السيناتور الجمهورية ليزا موركوسكى الصوت الوحيد من الجمهوريين التى تعارض ترشيح كافانو، فيما كانت السيناتور جو مانشين، الوحيد من الديموقراطيين الذى يعلن مسبقا دعمه لكافانو، في حين كانت السيناتور الجمهورية سوزان كولينز من أهم الداعمين لكافانو، وهى التي قالت بحسب CNBC بعد التصويت إنها اختارت التصويت لصالح كافانو لأن شهادة فورد ضده لم تكن مدعومة بأدلة قائلة "لقد وجدت شهادتها جادة ومؤلمة وتثير التعاطف.. لكن فى كل الأحوال فإن 4 من الشهود الذين ذكرتهم لم تتوافق أقوالهم مع أقوالها وكانت روايتهم للأحداث مختلفة ولا تثبت وقوع اعتداء جنسى".
مظاهرات المعارضة لترشيح بريت كافانو
ماذا يعنى فوز كافانو؟
كافانو يؤدى القسم أمام لجنة قضائية بالكونجرس
وأصبح طريق كافانو للمحكمة العليا مفتوحًا، وفقًا لأغلب وسائل الإعلام الغربية التي تؤكد أنه لن يواجه معارضة سوى معارضة الإعلام له، وقالت صحيفة "الجارديان" إن التصويت الذى جرى مساء أمس أطلق جرس الإنذار حول تجاهل أعضاء مجلس الشيوخ لاتهامات فورد، بينما بحسب موقع "أكسيوس" فإن الجمهوريين يعتبرون فوز كافانو مؤشرا على تقدم لهم فى انتخابات الكونجرس التى تأتى الشهر المقبل.
ووسط كل هذا تم استخدام فوز كافانو فى الدعاية السياسية لانتخابات الكونجرس.. حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن فوز كافانو فى التصويت قد يجعله يجلس فى المحكمة العليا فى خلال أيام وفى نفس الوقت يؤكد الصورة النمطية حول سيطرة الرجال على السياسة، بينما أكد الجمهوريين أن فوز كافانو نقطة انطلاق لشن هجوم على أنصار التيار التقدمى، وتحديدًا الملياردير اليهودى جورج سوروس.
