"نوبل للسلام" تفقد هويتها
الجمعة، 05 أكتوبر 2018 01:53 م
مع كامل التقدير للدور الذى قاما به الكونغولى دينيس موكويجى والعراقية نادية مراد، فى التعريف بالعنف الجنسى كسلاح فى الحرب والصراع المسلح، لكن السؤال الأن، هل هما أحق بجائزة نوبل للسلام 2018، التى تم إعلانها اليوم، أم هناك آخرين جديرين بهذه الجائزة.
أتحدث اليوم عن الجائزة وفى الخلفية شخصيات حازوا عليها وكانوا محل جدل كبير، خاصة أنهم لم يقدموا الشئ الذى يجعلهم فى مصاف حائزى نوبل، وغلب على الجائزة الطابع السياسى أكثر من المهنى، وكان أختيار الرئيس الأمريكى باراك أوباما حائزاً لها فى 2009، بعد شهور قليلة من تنصيبه رئيساً لأمريكا قمة التحيز السياسى من وجهة نظرى ووجه نظر الكثيرين، لأن أوباما لم يكن يستحق الجائزة، وتوالى بعد ذلك أسماء من حائزى نوبل للسلام كانوا محل شك مثل اليمنية الإخوانية توكل كرمان، التى من الواضح أن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل أرادت أن تجعل منها أيقونة للتخريب والتدمير فى المنطقة العربية!.
بعيداً عن الجانب السياسى للجائزة، كنت أتوقع على سبيل المثال أن تذهب الجائزة هذا العام للثلاثى، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ورئيس كوريا الجنوبية مون جي إن، لأنهما أستطاعا تحريك المياه الراكدة فى ملف كان ولازال يثمل مصدر إزعاج للأمن الدولى، فبعد قطيعة أمتدت لسنوات طويلة كسر الرؤساء الثلاثة الجمود فى "شبه الجزيرة الكورية" سواء باللقاء الذى جمع زعيما الكوريتان، أو اللقاء التاريخى الذى عقد فى سنغافورة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية، فقد أستطاع القادة الثلاثة أن يغلقا ملف الماضى، ويعملان سويا من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وخفض حدة التوترات في المنطقة.
السؤال الآن للقائمين على جائزة نوبل للسلام.. ما هى المعايير التى يستندون أليها فى منح الجائزة، وهل هدفهم صنع أيقونات لأشخاص قد يكونوا سببا فى مشاكل وأزمات أقليمية مثلما فعلت توكل كرمان التى أستندت للجائزة لكى تروج أفكارها الفاسدة النابعة من إنتمائها الفكرى والتنظيمى لجماعة الإخوان الإرهابية، أم أن للجائزة معايير أخرى غير التى نعرفها، والتى أعتدنا عليها طيلة السنوات الماضية، فأى منصف أذا أجرى مقارنة بين جائزة نوبل للسلام فى الوقت الحالى وما كانت تسعى له فى الماضى من تشجيع العالم على إنهاء الحروب والأزمات، يستطيع القول بصراحة شديدة أن الجائزة فقدت هويتها، وأن السياسة صبغتها بصبغة أفقدتها هويتها المعنوية والتقديرية.