صداقة على الورق.. بعد 63 عاما الشيطان الأكبر ينهي صداقته بـ«إيران»

الخميس، 04 أكتوبر 2018 02:00 م
صداقة على الورق.. بعد 63 عاما الشيطان الأكبر ينهي صداقته بـ«إيران»
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كتب مايكل فارس

بعد 63 عامًا على توقيعها، ألغت واشنطن اليوم معاهدة الصداقة مع إيران، تلك المعاهدة التي تتضمن 23 مادة تضم بين طياتها إقامة علاقات سلام وصداقة بين البلدين.

وبهذا القرار يكون أنهى الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) بحسب وصف  آية الله روح الله الخميني المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الأسبق، معاهدة الصداقة مع أحد أضلع محور الشر (طهران) بحسب وصف واشنطن، وهى المعاهدة التي تم توقيعها عام 1955، أي منذ 63 عاما، التي تشمل إقامة علاقات اقتصادية وحقوق قنصلية بين البلدين، والسماح لرعايا الدولتين بالدخول إلى أراضي البلدين والإقامة بها، بهدف التجارة لتعزيز التعاون التجاري، والبند الأهم الذى لم يلجأ له البلدين هو تسوية الخلافات الخاصة ذات الوجه القانوني، المختصة برعايا وشركات كلا الطرفين.

المعاهدة التى أبرمت فى عهد الوئام بين البلدين، استمرت رغم التحديات والأزمات التى تصاعدت بينهما خلال العقود القليلة الماضية، إلا أنها كانت على أرض الواقع لم تكن سوى خيالا، خاصة عقب قيام الثورة الإسلامية فى طهران عام 1979، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث قال: إنه قرار كان ينبغي، بصراحة، اتخاذه قبل 39 عاما"، فقد انتهت رسميا بعد توقيعها بـ63 عاما، و 5 دعاوي قضائية بين البلدين.

 
 
معاهدة 1955 بين ايران والولايات المتحدة
 

 

صداقة الورق ومحاكم الواقع

فى أغسطس الماضى، تقدمت إيران بدعوى قضائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية لخرقها اتفاقية الصداقة بينهما عقب فرض عقوبات عليها ، حيث قالت إن القرار الذي اتخذته واشنطن في مايو الماضي، عقوبات عليها بعد انسحابها من الاتفاق النووي يمثل خرقا لمعاهدة صداقة مبرمة بين البلدين عام 1955، والأربعاء صدر حكم من محكمة العدل الدولية يأمر بأن ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران، التي تؤثر على واردات البضائع الإنسانية، الأمر الذى رفضته واشنطن .

ظلت اتفاقية الصداقة بين البلدين فى الأرفف، فهي لم تحل أي أزمة بين البلدين، بل وصلت الأزمات للمحاكم الدولية، فى انتهاك صريح للاتفاقية، فبين إيران والولايات المتحدة الأمريكية 5 دعاوي قضائية، دعوى أغسطس الماضى كانت الخامسة من بين الدعاوي، أما الثانية، رفعتها أمريكا ضد طهران، بعد اقتحام السفارة الأمريكية من قبل طلاب ثوريين واحتجاز عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين كرهائن، فلعبت الجزائر دور الوسيط بين البلدين، وهو ما أطلق عليه "اتفاقية الجزائر"، والتى تمت مناقشتها على مدى 10 أسابيع من نوفمبر 1980 إلى يناير 1981 بين كل من وارن كريستوفر نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، وووزير الخارجية الإيراني، وانتهت الاتفاقية إلى أن إيران ستطلق سراح الرهائن الأمريكيين، مقابل أن تفرج الولايات المتحدة  عن 79 مليارات دولار من الممتلكات الإيرانية المجمدة في بنوك أمريكية.

وجاءت الدعوى الثالثة بعد 7 سنوات، حيث رفعتها إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما اسقطت البحرية الأمريكية طائرة مدنية إيرانية، ولقى  290 راكبا حتفهم، وسقطت الدعوى بعد دفع أمريكا تعويضات بقيمة 131 مليون دولار.

والدعوى الرابعة، رفعتها إيران، عقب قصف الولايات المتحدة لحقلي نصر وسلمان الإيرانيين، في أبريل 1988، إلا أن  محكمة العدل الدولية حكمت لصالح واشنطن، والدعوة الخامسة، رفعتها طهران ضد أمريكا عام 2016، متهمة إياها باحتجاز ملياري دولار من أصول البنك المركزي الإيراني، مطالبة بتجريم الاحتجاز وتعويضها عن  الأضرار الناجمة عن ذلك، حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية في القضية بأكتوبر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق