معروضة بمزاد كريستي.. لماذا لا تشتري مصر لوحات محمود سعيد الفنية؟

هل يمكن للدولة المصرية أن تتدخل لإنقاذ ثلاث أعمال مهمة للفنان التشكيلي الراحل محمود سعيد، وتشتري هذه الأعمال المطروحة للبيع بمزاد كريستي يوم 24 أكتوبر المقبل؟

الفنان محمود سعيد

يبدو طرح السؤال مشروعا، في ظل إعلان صالة المزادات بيع الأعمال الثلاثة تحت عنوان " الشرق الأوسط الفن الحديث والمعاصر" وحملت اللوحة الأولى عنوان " فالوكة في أسوان الفتاة مع الجرة" ووضعت الصالة سعرا تقريبيا للوحة قدرت بعشرة آلاف إلى خمسة عشرة آلاف جنيه سترليني واللوحة من ألوان مائية وحبر هندي على ورق، ومقاييسها حوالي 8 سنتيمترات في 12.3 سم، ورسمها محمود سعيد أواخر عام 1920

لوحات محمود سعيد المعروضة للبيع بمزاد كريستي

أما اللوحة الثانية، فهي بعنوان فالوكة في أسوان، وقدرت الصالة سعرها التقريبي بنفس الرقام السابق، ومقاييسها نفس المقاييس السابقة، وتم تنفيذها عام 1927، أما اللوحة الثالثة، فهي بعنوان المسجد الأبيض والنيل، وقدرتها الصالة بنفس الأسعار السابقة، وتم تنفيذها عام 1920، واللوحات الثلاثة مصدرها واحد، هو السيد والسيدة بهجت البتانوني، من الإسكندرية، واللذان حصلا على اللوحات من محمود سعيد نفسه، ومنهما لمالك اللوحات الحالي الذي لم تفصح عنه صالة المزادت على موقعها.

لوحة لمحمود سعيد المعروضة للبيع بمزاد كريستي

ومحمود سعيد هو أحد رواد الفن التشكيلي، انتمى لعائلة غنية سكنت الإسكندرية، وولد نهاية القرن التاسع عشر، عام 1897، وحصل على شهادة الحقوق الفرنسية عام 1919، وسافر إلى باريس في نفس عام الثورة والتحق بأكاديمية جولتان بباريس، وحينما عاد إلى مصر، التحق بسلك النيابة، وترقى في القضاء حتى وصل إلى درجة مستشار.

لوحة النيل لمحمود سعيد المعروضة للبيع بمزاد كريستي

ويعد محمود سعيد من أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية، وبالطبع ساهم الإرث الفني للحضارة المصرية القديمة، وغيرها من الإرث الفني المصري القديم في مرجعيات محمود سعيد الفنية، ومحمود سعيد هو نجل رئيس الوزراء المصري محمد سعيد باشا، ومن أشهر لوحات محمود سعيد الشادوف، والدراويش، وبنت البلد، والشحاذ، ولوحة افتتاح قناة السويس، التي تصور وقائع احتفال افتتاح القناة.

وعام 2010 شهد بيع لوحة محمود سعيد "الدراويش" عن طريق نفس صالة المزادات التي تعلن عن مزاد مرتقب في 24 أكتوبر الجاري، بمبلغ مليوني دولار، وفي وقت بيعها، سجلت أغلى لوحة بيعت لفنان ينتمي للشرق الأوسط، ورسمها عام 1935.

وفي الإسكندرية يقبع مجمع متاحف محمود سعيد، الذي يضم 3 متاحف، هم متحف الفنان محمود سعيد، ومتحف الفنانين أدهم وانلي وسيف وانلي، ومتحف الفن المصري الحديث، وتم افتتاح مجمع المتاحف بقصر محمود سعيد بمنطقة جناكليس عام 2000.

وفي العام الماضي، شهدت صالة مزادات "سوذبي" بالإمارات، بيع لوحة لمحمود سعيد بعنوان "مدام بهجت بتانوني" بما يشير إلى أن الفنان السكندري خص عائلة بهجت بتانوني بمجموعة من اللوحات التي رسمها لسيدات العائلة، وتختلف عن لوحات محمود سعيد الأخرى التي صور فيها نساء من طبقات شعبية، وتنتمي لنفس حقبة العشرينات التي نفذ فيها محمود سعيد لوحات الفالوكة والنيل والمسجد الأبيض، بما يشي أن الفنان السكندري خص عائلة بهجت بتانوني بمجموعة من اللوحات عن المناظر الطبيعية في أسوان، تختلف عن لوحات البورتريهات التي رسمها.

وتعتبر اللوحات الثلاث المعروضة للبيع كنزا مصريا خالصا، ينبغي من أجله بذل كل غال لشرائه واقتنائه وضمه إلى مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، أو متحف محمود سعيد في مصر.