تحديات ما بعد طلب ترامب.. هل تنجح محادثات الكويت والسعودية فى زيادة إنتاج النفط؟
السبت، 06 أكتوبر 2018 04:00 مكتبت : رانيا فزاع
زيادة إنتاج النفط واحدة من التحديات التى تقابل الدول المنتجة فى الفترة الأخيرة والتى عليها أن تسعى بكل الطرق لزيادتها ، مع فرض عقوبات على إيران وتراجع صادراتها من ناحية وزيادة الأسعار وفرض العقوبات على فنزويلا أيضا ، مما يضع السعودية وأوبك أمام أزمة خاصة مع طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وعقد الأمير السعودى مع نظيره الكويتى محادثات حول زيادة التعاون فيما ما يخص إنتاج البترول واعتمد فى مناقشتهما على مصير الاثنين المملوكتين لحقولهم التى تنتج أكثر من نصف مليون برميل يوميا من الخام وتساعد أوبك فى سد الفجوة الخاصة بالإمداد، وفى منطقتى الخفاج ووفرا الخفجي، وحقول تقع في المنطقة المحايدة المشتركة بين المملكة العربية السعودية والكويت، لتلبية سقف الانتاج الرسمي البالغ 12.5 مليون برميل يوميا من النفط. وتسيطر شركة النفط العربية السعودية المملوكة للدولة وهي أكبر دولة مصدرة في العالم وتعرف أيضا باسم أرامكو بشكل مباشر على 12 مليون برميل من الإنتاج اليومي السعودي.
التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يوم الأحد ، وفقا لرابطة الصحافة السعودية الرسمية،ومن المتوقع أن تزيد الزيارة من التقارب بين السياسات النفطية السعودية والكويتية وتحقيق مزيد من الاستقرار في أسواق النفط العالمية ، وفقا لبيان الحكومة السعودية.
وغادر الأمير السعودي الكويت في وقت مبكر من يوم الاثنين ، وفقا لما ذكرته وكالة الإنباء السعودية دون ذكر تفاصيل عن المحادثات، وبحسب بلومبرج فيمكن لاستئناف الإنتاج حتى في واحد من الحقول المشتركة أن يعوض حوالي نصف العجز عن أهداف الإنتاج التي حددتها أوبك وحلفاؤها لنفسها قبل بضعة أشهر.
ووافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاؤها في يونيو على تحقيق نسبة 100 في المائة من الالتزام بالحصص التي حددوها في عام 2016 ، ومع ذلك كانوا يضخون نحو نصف مليون برميل في اليوم دون هدفهم الجماعي.
قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي الأسبوع الماضي في مقابلة في العاصمة الجزائر إن بلاده تجري محادثات "إيجابية" مع السعودية بشأن استئناف الإنتاج في الودائع المشتركة ، وأغلقت شركة الخفجي في أكتوبر 2014 بسبب مخاوف بيئية غير محددة ، بينما أغلقت وفرة ، التي تشغلها شركة شيفرون بالنيابة عن المملكة العربية السعودية ، في مايو 2015 بسبب الصعوبات في الحصول على تصاريح العمل والحصول على المعدات، وتمتلك الحقول قدرة مشتركة تبلغ أكثر من 500 ألف برميل في اليوم.
امتد النفط مكاسبه يوم الاثنين بعد أطول صعود ربع سنوي خلال عقد ، وهو الارتفاع الذي أثار التعليقات والانتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتتصاعد المخاوف بشأن نقص النفط الخام الذي يلوح في الأفق حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على صادرات النفط الإيراني ، وناقش ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السبت جهود الحفاظ على الإمدادات.
وتمتلك السعودية والكويت عدد من الحقول النفطية المشتركة فى المنطقة المحايدة ومن أهمها حقل الخفجى الذى أغلق فى أكتوبر 2014، لأسباب بيئية بسبب مشاكل خاصة بالتشغيل ومثل إغلاقهما وقتها مشكلة حاول كبار المسئولين فى البلدة حلها .
ويأتى الاتفاق بين البلدين فى وقت ترتفع فيه أسعار النفط بنسبة كبيرة مع صعود برنت لأعلى مستوى له بسبب العقوبات المفروضة من جانب أمريكا على إيران ، فى الوقت نفسه تزيد أمريكا من ضغوطها على السعودية لزيادة إنتاج النفط لتعويض وقف صادرات إيران بسبب العقوبات .
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، الجهود المطلوبة للحفاظ على الإمدادات وضمان استقرار السوق ونمو الاقتصاد العالمي .
وكان ترامب قد انتقد منظمة أوبك خلال كلمته ، الثلاثاء ، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال إن أعضاء أوبك "كالمعتاد يستغلون بقية العالم" ، وعبر عن استيائه قائلاً "أنا لا يعجبني ذلك ولا ينبغي لأحد أن يعجبه".
وأضاف "نحن ندافع عن العديد من هذه الدول مقابل لا شيء، ومن ثم يستغلوننا من خلال إعطائنا أسعار نفط عالية. هذا ليس جيدا. نريدهم أن يوقفوا رفع الأسعار ونريدهم أن يشرعوا في خفض الأسعار".
ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة أنه من المتوقع أن تضخ السعودية مزيدا من النفط في السوق لتعويض تراجع الإنتاج الإيراني. وأنها ناقشت مع منتجين آخرين إمكانية زيادة الإنتاج نحو 500 ألف برميل يوميا.
وتبدأ العقوبات على إيران ثالث أكبر عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في الرابع من نوفمبر القادم ، مع استمرار واشنطن بمطالبة مشتري النفط الإيراني بخفض الواردات إلى صفر لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق نووي جديد .