شهادات وهمية للبيع (الحلقة الثانية).. نجوم ومشاهير يشترون المناصب بـ"تراب الفلوس"

في الحلقة الأولى من ملف "شهادات وهمية للبيع" نشرنا قصة مكتب في شارع الملك فيصل بالجيزة، يدّعي أنه وكيل جامعة كامبريدج فى الشرق الأوسط، واتفق معنا على بيع دبلومة من الجامعة بـ2000 جنيه مصري فقط، وأنجز الشهادة في 48 ساعة.

 

في هذه الحلقة من الملف نرصد حكايات بعض ضحايا هذا المركز الوهمي. ففي مدخل العقار الذي يحوي مقر مكتب الأكاديمية الوهمية، قابلنا شابا جاء لاستلام شهادته في العلوم الإدارية.

 

"أحمد . ن".. حاصل على دبلوم المعهد الفني التجاري، قال إنه جاء للمركز بعدما ذاع صيته عبر الإنترنت وبين زملائه، ولأنه أراد العمل في التدريس بدولة الكويت، وطلبوا منه إرسال شهادة علمية مُعتمدة من الخارجية، اضطر للجوء للأكاديمية، ودفع 15 ألف جنيه للحصول على ماجستير في العلوم الإدارية.

 

مأساة أخرى
 

من مقر هذه الأكاديمية الوهمية في الجيزة، توجهنا إلى مصر الجديدة. دخلنا شقة في الطابق الحادي عشر بإحدى البنايات، حيث فرع "جامعة الحياة". مسؤولو المكان شرحوا لنا مميزات الجامعة في "التعليم عن بُعد"، والشهادات الممنوحة من جامعة الحياة، التي يقع مقرها الرئيسي في السويد، وتمنح الماجستير والدكتوراة.

 

وأكد مسؤولو الجامعة أنهم منحوا كثيرين من رجال الأعمال والشخصيات العامة شهادات دكتوراة فخرية في تخصصات مختلفة. وبالفعل حصل "صوت الأمة" على نماذج من تلك الشهادات تحمل درجات علمية وفخرية.

 

سألنا مسؤول جامعة الحياة عن الرسوم ونوع الشهادة العلمية، فأجاب بأننا سنحصل على الشهادة التي نريدها، أما عن الرسوم فتبلغ 20 ألف جنيه للماجستير، و30 ألفا للدكتوراه الفخرية أو العلمية. وكل المطلوب من الدارس صورة للبطاقة الشخصية، وصورة شخصية حديثة، وقيمة الرسوم، وسيتعامل مقر الجامعة في القاهرة بالنيابة عنه.

 

انصرفنا وبحثنا عن جامعة الحياة على شبكة الإنترنت، فوجدنا عبر موقعها الرسمي أنها تمنح بعض الشهادات لتخصصات غريبة وغير مفهومة. حاولنا التواصل مع مسؤول الصفحة لكنه لم يستجب ولم يرد على أسئلتنا.

 

أحمد العتبي، طالب من دولة عربية، وقع ضحية لهذه المراكز الوهمية. وقال العتبي لـ"صوت الأمة": "تواصلت مع جامعة وهمية عبر الإنترنت، وطلبت الحصول على شهادة ماجستير في العلوم السياسية، وأرسلت بياناتي وصورة من أوراقي. وتواصل معي أحد المسؤولين عن الجامعة عبر الهاتف، وطلب مني تحويل مبلغ مالي على أن ينتظر وصول الشهادة معتمدة وموثقة عبر البريد الإلكتروني أو عبر إلـ"دي. إتش. إل"، وأقنعني بأن هذه الشهادة معادلة من أكبر الجامعات في أوروبا".

 

واستطرد الضحية: "أرسلت الأموال، وبعد حوالي أسبوع أرسلت لي الجامعة الوهمية الشهادة عبر التحويل السريع، وتسلمتها بالفعل، وكانت علامات التوثيق واضحة عليها، وعندما ذهبت بها إلى أحد مكاتب التوثيق أكد لي صحة علامات التوثيق، وبعد فترة تقدمت بالشهادة للعمل في أحد المراكز البحثية فأرسل مسؤول المركز الشهادة للجامعة الأوروبية الشهيرة، التي ردت من جانبها بأنها مزورة، ورقم القيد يخص طالب من جنوب أفريقيا".

 

واستكمل الطالب العربي حديثه بالقول: "حاولت الاتصال بالمركز دون جدوى، ورفضت إبلاغ السفارة خشية الفضيحة أو المساءلة القانونية" مشيرا إلى أن كثيرين من الطلاب العرب يتعرضون لنصب الكيانات الوهمية.