من وراء تسريب بيان دير المحرق الكاذب؟.. وفاة زينون المقاري الغامض يفجر عشرات الأسئلة
الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 12:00 ص
فى ظروف وصفها البعض بالغامضة رحل الراهب "زينون المقارى" المنضم حديثا لدير الأنبا مقار بوادى النطرون بناء على قرار من لجنة الأديرة.
لجنة الأديرة كانت قد قررت أن تعيد النظر فى دير الأنبا مقار بعد الخلافات والصراعات التى وقعت قبل وبعد مقتل الأنبا ابيفانيوس داخل الدير وبين رهبانه فى يوليو الماضى.
من وصف لحظات وفاة الراهب الراحل قال إنه كان ممسكا ببطنه يصرخ من الألم ويطلب الاستغاثة فى قلايته، ليسارع بعض الرهاب بالذهاب إليه ثم ينقلوه إلى مستشفى الدير فى مدينة أسيوط التى تبعد ساعة عن الدير المحرق بالقوصية، ليموت "زينون" تاركا خلفة العجيد من علامات الإستفهام.
الراهب زينون المقارى
لم يكن زينون المقارى أول من يتوفى بشكل غامض فى دير الأنبا مقار، فقد حاول زميله " إشعياء المقارى" المتهم الأول فى قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس الانتحار بالسم أثناء التحقيق معه.
كما قطع شريانه فلتاوؤس المقارى شريان يده مرة ثم القى بنفسه من أعلى مبنى عيادة دير أبو مقار فى الدور الرابع مرة أخرى، ونظرا لكونه مريض سكرى فإن السقوط من أعلى وارتطام جسده بكتلة رمال أسفل عيادة الدير قد أصابته بسجحات وجلطات دموية.
محاولة الانتحار الفاشلة لفلتاوؤس المقارى تسببت له فى غرغرينا فشلت معها الحلول الطبية وقد تستلزم قطع الساق وفق مصدر بمستشفى القصر العينى، حيث يرقد فلتاؤس بعنبر المحبوسين متهما ثانيا فى قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس.
تسلم زملاء "زينون" وأخوته من رهبان دير أبو مقار جثمانه من مشرحة مستشفى جامعة أسيوط، ويعودون به إلى ديره مرة أخرى، يحضر بجثمانه تسبحة الفجر قبيل قداس عيد الصليب فى اليوم التالى.
تسريب بيانات كنسية كاذبة
فماذا تفعل الكنيسة إن لم يكن زينون منتحرا ودفن هكذا دون صلاة ؟.. يقول راهب بدير الأنبا مقار شهد تلك الليلة القاسية، إن الدير لم يتيقن من شبهة انتحار "زينون"، رغم علمهم بأن وفاته تمت بشكل غامض، ومن ثم فإن حرمانه من الصلاة عليه وهو ذاهب للحياة الأخرى مع الله تعنى التيقن من انتحاره وهو ما لم يثبت حتى اليوم.
يتابع : سوف نندم كثيرًا إن دفن دون صلاة وكانت وفاته طبيعية أو دون أن يقتل نفسه بنفسه، فاخترنا أن نصلى ونترك الحقيقة لله وحده، وللجهات الأمنية التى تحقق فى الموضوع.
قضية وفاة " زينون" لم تغلق بعد فقد ظهر على سطح الأحداث من يريدون الصيد فى الماء العكر، خاصة وأن زينون كان من مجموعة الـ17 راهبا الذين شكلوا جبهة عدائية ضد الأنبا ابيفانيوس رئيس الدير المقتول حيث ينتمى زينون المقارى للرهبان الشنوديين الذين أدخلهم البابا شنودة لدير الأنبا مقار ورقاهم بعد وفاة متى المسكين.
صفحة أبناء البابا شنودة المعروفة بمعاداتها للبابا تواضروس نشرت مساء أمس، بيانا نسبته للدير المحرق، ثم نفى القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية صحة هذا البيان وقال إن الدير لم يصدر عنه شيئا حتى اليوم.
زعم البيان إن الرهبان وجدوا زينون فى حالة إعياء شديدة وآثارا لقىء دموى على الأرض وذلك من أجل التأكيد على فرضية انتحاره أو على الأقل تناوله السم سواء بنفسه أو بواسطة آخرين.
تابع البيان أن الراهب ترك الدير يوم الثلاثاء الرابع من سبتمبر دون إذن رئيس الدير ثم عاد مرة أخرى واعتذر واستلم قلايته "مكان سكنه" وأشرف عليها بنفسه، حيث أرسل له الأنبا بيجول رئيس الدير رسالة يحثه فيها على العودة فلما عاد احتضنه وسلمه مسكنه الجديد.
من جانبها نفت الكنيسة صدور هذا البيان عن الدير المحرق، بينما تواصل الصفحات الإلكترونية التى حذرت منها الكنيسة حملتها لتوجيه الرأى العام نحو الهجوم على البابا من ناحية وعلى تركة القديس متى المسكين ورهبان دير الأنبا مقار من ناحية أخرى.
دابت الصفحات الإلكترونية على الهجوم على البابا تواضروس ومتى المسكين وتيارهم الإصلاحى وفى ذات الوقت يحاولون براءة ساحة البابا شنودة من الخطأ الإدراى الذى ارتكبه عامى و2010 ، 2009.
كان البابا الراحل قد زار الدير وقرر السيطرة عليه بعد وفاة متى المسكين خارجا على مدرسته الرهبانية التى اتسمت بالشدة فى مقابل مدرسة أخرى تبناها البابا الراحل أكثر لينًا مع الرهبان.
يذهب البعض إلى أن أصل العداء يعود للخلاف الشخصى الذى وقع بين متى المسكين وبين البابا شنودة ونتج عنه حالة الاستقطاب التى مازالت قائمة حتى اليوم.
الجدير بالذكر أن الأنبا ابيفانيوس كأحد تلاميذ القمص متى المسكين كان دائما ما يؤكد أن دير الأنبا مقار تحول لساحة احتراب داخلى بسبب نزاعات بين الرهبان على المناصب الكنسية والدرجات الكهنوتية.