تحصرم وجف والتصق في عنقوده.. أردوغان يشيد قصورا في الجحيم ويقود تركيا للهاوية (تحليل)
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 07:00 مصابر عزت
عاش على خطى أسلافه من الجماعة الإرهابية.. فقبل نحو 20 عاما، ارتدى الديكتاتور التركي، رجب طيب أردوغان، عباءة المعارضة، مناهضا لكافة الخطوات التي تقدم عليها أنقرة اليوم- رفع الفائدة بيع الجنسية- لنجدة اقتصادها من براثن الأمريكان، وعلى الرغم من اتخاذه أقصى التدابير لنجدت بلاد العثمانيين إلا أنه سقط في الهاوية واهتز عرشه، اقتصاديا وسياسيا، بل وأيضا ثقافيا.
المشهد المترنح للرئيس التركي- عفوا الديكتاتور التركي- رجب طيب أردوغان، لا يختلف كثير عن موقف معلمه، أو الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية، حسن البنا، فقبل نحو 90 عاما، وبالتحديد في عام (1928)، خرج المعلم الأكبر ومؤسس الجماعة الإرهابية، من إحدى الخمارات- مواخير آنذاك- بإحدى محافظات مصر، ليصف نفسه بأنه مجدد عهد ويدعو لعودة الخلافة الإسلامية، بشكل تمهيدي.
رجب طيب أردوغان
ارتدى «البنا» عباءة الدين، حتى يتمكن من استقطاب المصريين آنذاك، مستغلا أصحاب المعرفة القليلة- غير المتعلمين- في نشر سمومه وبث تعاليمي من شأنها أن تنشر الفكر المتطرف، وقد كانت روافد ذلك كثيرة، من بينها بروز أسماء رجال الدم في الجماعة: (عبد الرحمن السند- الذي تنصل منه أمير الإرهاب بعد قتل النقراشي باشا- وسيد قطب). وغيرهم الكثير والكثير.
ميول الجماعة امتدت إلى أبعد الحدود، خاصة في فترة الحروب والاحتلال للمنطقة العربية آنذاك، وقد نتج عنها توغل الجماعة، في البقاع التي لم تخلوا من الدم، مستغلين قضايا عدة، مثال: «فلسطين، وحرب اليمن، وقبلها أفغانستان والشيشان» والعديد من القضايا، حتى تمكنوا من تكوين جماعات مسلحة جميعها خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية، بأسماء عدة.
لم تخل مصر حتى من الجماعات المسلحة التي خرجت من عباءة الإخوان آنذاك، تحت رعاية مرشدهم الشرفي، سيد قطب، والذي تسبب في إنشاء قرابة الـ16 جماعة إسلامية جهادية، بسبب انتهاجه فكرة التكفير والحاكمية.. على الجانب الآخر لم تتوانى الإرهابية عن استغلال كل فرصة متاحة للتقرب من مفاصل الحكم، ومحاولة السطو عليه! من منا ينسى استغلالهم السقطة الوفدية والتقرب للقصر من خلالها؟.
سيد قطب
اقرأ أيضًا: انتبه من فضلك أردوغان يرجع إلى الخلف.. ديكتاتور تركيا يتودد لبرلين بعد فشله على باب ترامب
لم نبتعد كثير حين وصفنا جماعة الإخوان والأب الروحي لها حسن البنا، خلال الفقرات الماضية، فقد خرج الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان من ذات العباءة- بنفس الشكل الوصولي- مستغلا كل السبل حتى يتمكن من بسط سيطرته على الدولة العثمانية، ومحاولة تحويلها إلى أرض الخلافة كما زعم أعضاء الإخوان المسلمين منذ فترة ليست بالبعيدة.
حسن البنا
المواقف واحدة ولكن تختلف الأشخاص
قوة مصر، تكمن في أهلها، الذين يثقون في الجيش ثقة عمياء- خاصة وأن كل الشعب المصري جنود في القوات المسلحة- كانت ثقة المصريين السبيل لدحر محاولة الإخوان في السطو على مصر والسيطرة عليها. ولكن على ما يبدو أن تركيا كانت أضعف بكثير من أن تقاوم سطوة الإرهابية عليها.
ففي مشهد متشابه، كان الرئيس المعزول- استبن الجماعة الإرهابي- محمد مرسي، يحاول تمكين أهله وعشيرته، من مفاصل الدولة، ونشر أعضاء حزبه، كجنود خفيه ينشرون سموم الجماعة، ويأكلون كل ما هو أخضر أو يابس، إلا أن كافة محاولاته باءت بالفشل.
محمد مرسى
أذكر أن وكالات الأنباء، والمواقع الإخبارية التركية وغيرها، تحدثت خلال الفترة الماضية، عن تولي صهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حقيبة وزارة المالية، إضافة إلى سطوة حزب الديكتاتور على العديد من المناصب، بالإضافة إلى سيطرة أردوغان على الصناديق السيادية.
المشهد السابق يشير إلى أن مخطط أبناء «البنا»، جميعا يتجهوا إلى تنفيذ مخطط واحد في كافة الدول التي يحاولون السيطرة عليها، وهي تولي أحدهم السلطة، ثم الاستئثار بكافة سبل اتخاذ القرار- كما حاول أن يفعل مرسي سابقا- تسكين أهل الثقة في المؤسسات، وغرس براثنهم في مفاصل الدولة.
الخلافة الإسلامية
الغريب في الأمر، أنه وعلى الرغم من افتضاح أمرهم، ومخططاتهم، إلا أن البعض لا زال يتأثر بجملهم الرنانة عن الدين، وأنهم أصحاب الدين والملقنين له على الأرض. وكأنهم رسول من عند الله. ربما كان استغلال الفقر والحاجة، أو قلة المعرفة- وبعض الأحيان الجهل- هو السبب.
وعلى الرغم من اختلاف الوضع في تركيا- وفقا لما تسرده الصفحات الإخبارية- إلا أنهم سقطوا في نفس الفخ الإخواني القذر، وتمكن الديكتاتور التركي، من بسط سيطرته على الدولة العثمانية، مكبدها خسائر، لا حصر لها.
وبعد أن تمكن أردوغان من بسط سيطرته، يبقى التمهيد للمرحلة الختامية، التي يسعى إليها دائما وأبدا أعضاء الإرهابية، وهي إعلان تركيا دولة تخضع للخلافة الإسلامية. كل ما يعيق الرئيس التركي حاليا، هي العقوبات والأزمات التي سقط فيها، وهزت عرشه مؤخرا أمام الأتراك.
متى تفاقمت الأزمة التركية؟
قبل أن تتساءل عن أزمة تركيا، هناك بعض الحقائق والتي قد يجهلها البعض.. قبل أن يبدأ أردوغان التوغل في عالم السياسة، وبالتحديد في عام (1998) كان الديكتاتور التركي، يقبع خلف الأسوار في أنقرة على خلفية اتهامه سجنه في قضية «حض على الكراهية».
وعقب انتهاء مدة حبسه بدأ في تأسيس حزب «العدالة والتنمية»- والذي اقترنت منه الإرهابية في مصر اسم حزبها «الحرية والعدالة»- ليكون النواة التي يبدأ منها إخواني تركيا فرض سيطرته على مفاصل الدولة، ويشكل أول حكومة له في (2003)، ليبدأ فرض رؤاه على المنظومتين السياسية والاقتصادية في تركيا.
التناقض بداية تفاقم الأزمة
عقب تشكيل الديكتاتور التركي، أول حكومة له، بدأ صارما جدا، مدافعا عن الأصول التركي من التفتت، وحقوق المواطنين الكادحين- على حد وصفه- فقد كان موقف «أردوغان» الرافض لتعديل سعر الفائدة، سبب في تصدره المشهد وحصد قلوب الكثيرين من الأتراك.
لم يكن يعلم أبناء أنقرة، أن مواقف أردوغان سوف تنقلب بين ليلة وضحاها، وبالتحديد عقب أن يسطوا على الحكم في بلاد العثمانيين. فبعد أن تولى الديكتاتور التركي، رئاسة إسطنبول، بدأ في تعديل أسعار الفائدة، وتسبب في فرض العقوبات على تركيا، حتى أنه باع الجنسية بخسا، حتى يتمكن من تعديل موقفه، الذي يتفاقم يوم بعد الأخر.
وعلى الرغم من كل الإجراءات التي يراها الديكتاتور إصلاحية، إلا أن معدل التضخم لازال يرتفع، ولازال التدهور الاقتصادي التركي مستمر دون توقف. وازداد الوضع سوء بعد أن بدأ الأهل والعشيرة في تركيا، في تولي زمام الأمور، عازلين أصحاب الخبرة، والقادرين على نجدت الاقتصاد التركي، ووضع برنامج إصلاح اقتصادي حقيقي.
القضية التركية لها العديد من الجوانب التي تؤثر بشكل خاطئ على الأتراك نفسهم، جميعها تتمحور في تولي من لا يصلح ما لا يستحق- قيادة أردوغان لتركيا- لا يكفي موضوعا واحدا لسرد كافة التفاصيل، وتحرص «صوت الأمة»، خلال الأيام المقبلة على عرض تفاصيل جديدة تأتي تباعا للموضع الرئيسي.
صهر أردوغان