كرامة أنقرة في يد الإرهابيين.. اتفاقية تركيا وروسيا لرحيل ميليشيات إدلب مهددة بالفشل
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 11:00 ص
تخشى تركيا أن تفشل اتفاقية إدلب مع سوريا، خاصة بعد تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإخلاء المدينة من الجماعات الإرهابية، ونقلهم إلى مناطق منزوعة السلاح، بعد أن كانت الحملة العسكرية على المدينة القابعة في شمال سوريا أوشكت على البدء.
يسعى نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عقد صفقات مع قيادات التنظيمات الإرهابية من أجل نقلهم من المدينة، وسط تقارير أجنبية تشير إلى أن أنقرة فتحت بالفعل ممرات آمنة للتنظيمات الإرهابية وعناصرها من أجل الانتقال من سوريا إلى تركيا.
اجتماعات في هذا الشأن بين مسؤولي المخابرات التركية، وعدد من قايدات الجماعات الإرهابية المسلحة في إدلب، لدفعها نحو سحب أسلحتها الثقيلة لمسافة تتراوح بين 15 و20 كيلو متر وكذلك مرور دوريات تركية روسية ضمن المنطقة العازلة المتفق عليها بين الروس والأتراك مع فتح طريق حلب حماة، وطريق حلب اللاذقية.
الاجتماعات التي يعقدها مسؤولي المخابرات التركية تأتي خوفا من عدم استجابة الفصائل الإرهابية في إدلب، حيث أن هذا سيكون كفيل بفشل الاتفاق الذي سعى له رجب طيب أردوغان كثيرا، بل إنه أحرج نفسه خلال قمة طهران عندما دافع عن الإرهابيين في مدينة إدلب.
يأتي هذا وسط تقارير تشير إلى أن خلاف دب بين موسكو وأنقرة تمثل في مساحة المنطقة العازلة، حيث أن موسكو تسعى لضم إدلب إليها بينما وأنقرة ترفض، كما يتعلق بملفات الخلاف مصير المتطرفين، حيث ترغب أنقرة فى نقلهم لمناطق الأكراد في حين تتمسك موسكو بنقل الأجانب منهم فقط، بالإضافة إلى طرقا حلب اللاذقية، وحلب حماة، حيث تريد روسيا عودتهما لدمشق، وتتمسك أنقرة بإشرافها وروسيا عليهما، بجانب مدة الاتفاق، حيث تريده روسيا مؤقتا وترغب تركيا أن يكون دائما مثل منطقتى درع الفرات وغصن الزيتون.
احتمالات كثيرة تنتظر تلك القضايا الخلافية بين تركيا وروسيا، حول اتفاق إدلب، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من سعى لتدشين هذه الاتفاقية، وبالتالي سيكون عليه حل تلك القضايا الخلافية.
من جانبه قال محمد حامد، الخبير في شؤون العلاقات الدولية، إن موسكو وضعت مهلة لأنقرة من أجل تنفيذ بنود اتفاقية إدلب بين تركيا وروسيا، حيث إن هناك مهلة لتركيا حتي تستطيع احتواء الجماعات المتطرفة والتزامها باتفاق موسكو روسيا في سوتشي، وبالتالي فإن القضايا الخلافية يمكن أن تحل خلال تلك المدة التي تم تحديدها.
وأضاف الباحث في شؤون العلاقات الدولية في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن المهلة التي تم إعطائها لتركيا تنتهي منتصف أكتوبر، وستسعى أنقرة لحل هذه القضايا الخلافية، خاصة أن تركيا لا تريد إغضاب موسكو.
وكالة "سبوتنيك" الروسية، أشارت إلى أن عملية تهريب قياديين وعناصر في جبهة النصرة، تتم في الأيام الأخيرة باتجاه الأراضي التركية، حيث إن الجانب التركي نقل خلال الأيام الماضية بعض قادة جبهة النصرة الأجانب من جسر الشغور وشمال اللاذقية مع عائلاتهم باتجاه الداخل التركي دون معرفة الوجهة النهائية التي سيتم نقلهم إليها، كما أن معظم من تم تهريبهم بواسطة السلطات التركية هم قياديون معروفون في محافظة إدلب بارتكابهم مجازر شنيعة بحق مدنيين وعسكريين سوريين خلال السنوات السابقة.