«طباخ السم بيدوقه».. هل تصبح تركيا وجهة العناصر الإرهابية الفارة من إدلب؟
الأحد، 30 سبتمبر 2018 10:00 ص
مع كل منطقة عربية تحررها قوات إنفاذ القانون من شر الجماعات الإرهابية، تتبادر استفهامات عديدة حول وجهة الإرهابيين الفارين من هذه المنطقة المحررة، خوفاً من أن يتمركزوا في منطقة عربية جديدة، ممثلين لخطر أكبر من ذلك الذي تم القضاء عليه، كما هو الحال في إدلب السورية، التي قاربت على التخلص بشكل نهائي من عناصر داعش، ليتبادر الاستفهام: «هل سيبحثون عن مناطق صراع أخرى بالجوار على أمل العودة مرة أخرى، وما هي وجهتهم المقبلة».
قبل الإجابة على هذا الاستفهام يجب أولا أن نلخص قصة تحرير إدلب في سطور قليلة، فخطة التحرير بدأ تنفيذها قبل شهرين بإعلان الجيش السوري إرسال تعزيزات كبيرة إلى أطراف المحافظة التي تعتبر آخر معاقل الإرهابيين داخل سوريا، وقام الجيش السوري بتنفيذ مجموعة من الطلعات الجوية، ملقيا منشورات على المتطرفين يطالبهم بالاستسلام، حتى توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يتم بموجبه إنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك تدخل حيز التنفيذ في 15 أكتوبر تهدف إلى إنشاء حد فاصل بين القوات السورية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، ليلزم على جميع فصائل المعارضة لإخلاء المنطقة من السلاح الثقيل بحلول العاشر من أكتوبر.
كما نص الاتفاق الروسي التركي على انسحاب جبهة النصرة من المنطقة، على أن تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية على المنطقة منزوعة السلاح.
وتطبيقاً للمثل الشعبي «طباخ السم بيدوقه»، تسيطر على السلطات التركية مخاوفاً كثيرة من اتجاه العناصر الإرهابية المحررة في إدلب إلى تركيا، عبر طرق غير مشروعة مما يصعد حدة الهجمات الإرهابية داخل تركيا التي تعاني في الأساس اضطرابات داخلية وهجمات إرهابية متكررة جراء تواجد أفراد تنظيم داعش الإرهابي داخلها.
وفي حقيقة الأمر أن القلق من مقاتلي إدلب انتقل من تركيا إلى روسيا التي كانت أحد طرفي الاتفاق، فعبر وزير الخارجية سيرجي لافروف عن رفضه نقل العناصر التكفيرية من إدلب إلى موقع آخر، مشددا على أهمية تدميرهم أو تقديمهم للمحاكمة، وأوضح أن مجرد نقلهم لمكان آخر هو أمر غير مقبول ولكن لابد من تدميرهم أو معاقبتهم وتقديمهم للعدالة، مشيراً إلى أن تحديد كيفية القيام بذلك سيتحدد حسب تطور الوضع، معربا عن مخاوفه من هروب هؤلاء الإرهابيين لمناطق حدودية ومنها لبؤر نواع أخرى في المنطقة تتحول إلى مركز جديد لتنفيذ عمليات إرهابي في المنطقة والعالم.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فطالب بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب شمالي سوريا، مطالباً بعدم جواز وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين خلال ذلك.
وقال ترامب، إنه عرف من وسائل الإعلام عن الوضع في إدلب واحتمال تنفيذ الجيش السوري عملية كبيرة ضد الجماعات الإرهابية الموجودة في تلك المحافظة، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل الملايين من المدنيين.
وعلى المستوى العربي فإن ليبيا واليمن ولبنان والعراق تعتبر أرضا شديدة الخصوبة للإرهابيين للتفكير في الانتقال إليها بعد الضغط عليهم ومحاصرتهم للخروج من إدلب وذلك لكون جماعاتهم المتطرفة تملك أذرعا هناك تساعدهم في الاستمرار بتنفيذ جرائمهم الإرهابية وتجنب التعرض للمحاكمة أو الإعدام أو السجن.