"الأمر أكبر مما تصورنا".. غالبية المراهقين تعرضوا للتنمر ولو "مرة واحدة"

مع انطلاق الحملة القومية لمكافحة التنمر فى بلادنا، فإن العالم يبدو اليوم مشغولا بشدة بمسألة التنمر، والتى أكدوا فيها أن تصاعد وانتشار استخدام الهواتف الذكية والتوسع فى التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، قد تزايد معه طرديا "التنمر" ففى دراسة اجرتها وزارة التعليم الأمريكية، وكشفت عنها هذا الأسبوع، قد كشف أن حوالى 59% من المراهقين الأمريكيين قد تعرضوا لنوع من "التنمر" عبر وسائل التواصل الاجتماعى ولو مرة واحدة فى حياتهم.

وحددت الدراسة 6 أنواع من التنمر لتكشف نسبة تعرض المراهقين الأمريكيين لها، ففى النوع الأول وهو إطلاق الألقاب السيئة والأسماء المسيئة على الشخص فحوالى 42٪ من المراهقين الأمريكيين تعرضوا لهذه التجربة، وفى النوع الثانى من التنمر وهو نشر الشائعات الكاذبة حول الشخص عبر الانترنت فإن حوالي 32٪ من المراهقين الأمريكيين تعرضوا لهذا الأمر، أما النوع الثالث وهو تلقى صور مسيئة أو غير مرغوب فيها فإن حوالى 25% من المراهقين الإمريكيين تعرضوا له، وفى النوع الرابع وهو تلقى سخرية أو اساءة إلى صفاتهم الجسدية أو أفعالهم أو أمراضهم وإعاقتهم فأن حوالى 21٪ من المراهقين فى الولايات المتحدة تلقوا تنمرا من هذا النوع، أما النوع السادس والأكثر خطورة وهو التهديد بالعنف البدنى والانتقام فإن حوالى 16% كانوا هدفا لهذا النوع.

وقال حوالى 7٪ من المراهقين الذين شاركوا فى الاستطلاع أنه تم مشاركة صورا لهم دون موافقتهم وتم انتشارها واستخدامها كأساس للتنمر ضدهم، فى حين يقول 57٪ من أهالى هؤلاء المراهقين إنهم يشعرون بالقلق من تلقى هؤلاء المراهقين تنمرا الكترونيا وتهديدا، فى حين يعتقد الغالبية العظمى من المراهقين 90٪ أن التحرش عبر الإنترنت مشكلة تؤثر على الأشخاص في سنهم وأن أغلبية الشباب يعتقدون أن من يواجهون المشكلة مثل المعلمين وشركات التواصل الاجتماعى، والحكومة يفشلون في معالجة هذه القضية. بينما يرون أن أهلهم لديهم طرق أفضل لحمايتهم من التنمر الذى يتعرضون له عبر الانترنت.

وأجريت العينة الإحصائية على 743 مراهق، و1580 من الأهالى فى الولايات المتحدة فى الفترة من 7 مارس إلى 10 أبريل ، 2018، وفى النهاية كانت النتيجة أن التنمر لم يفرق بين الولد والفتاة، لكنه كان ذو محتوى "جنسى" فى حالة الفتيات أكثر من الفتيان.

وقال التقرير إن الفتيات كانوا أكثر تعرضا للشائعات الكاذبة، وأكثر تعرضا للتنمر عبر الصور التى لم يوافقوا على نشرها، لكن على وبشكل عام فإن 60٪ من الفتيات و 59٪ من الأولاد تعرضوا لواحد على الأقل من ستة سلوكيات مسيئة منتشرة عبر الإنترنت. وأن حوالي 39٪ من الفتيات تعرضوا لنشر شائعات كاذبة عنهن عبر الإنترنت، مقارنةً بـ 26٪ من الفتيان.

وتبدو الفتيات دوما الحلقة الأضعف، فإنه فى حال تعرض أغلب الفتيان واحدة من تلك الأساليب المسيئة الستة، فإن أغلب الفتيات تعرضوا لنحو 4 أنواع سلوكية للتنمر، وكما أن للتنمر أبعادا متعلقة بـ "النوع"فإن له أيضا أبعادا "طبقية"، فقد أظهر الاستطلاع أن المراهقين من الأسر ذات الدخل المنخفض هم أكثر عرضة للتنمر، من هؤلاء من القادمين من أسر ذات دخل مرتفع ، فعلى سبيل المثال فإن 24٪ من المراهقين الذين يقل دخل أسرهم عن 30 ألف دولار سنويًا  كانوا هدفاً للتهديدات بالعنف الجسدى عبر الإنترنت ، مقارنةً بـ12٪ فقط من هؤلاء الذين يبلغ دخل أسرهم السنوي 75.000 دولار أو أكثر، لكن المفاجأة أن "اللون" أو "العرق" أو مستوى التحصيل العلمى، لم يشكل أى فارق فى التعرض للتنمر.